في اليوم الثاني من المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية بمراكش

80 دولة تبحث حماية الأمن الغذائي العالمي بمكافحة الأمراض المعدية

أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬المجاعة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2022 منطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬تحظى‭ ‬بنصيب‭ ‬الأسد‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسوء‭ ‬التغذية إفريقيا‭ ‬بحاجة‭ ‬لدراسة‭ ‬البيئة‭ ‬المائية‭ ‬التحتية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬البديلة

 

تباحث المشاركون في مدينة مراكش المغربية، في اليوم الثاني من المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، التي تعقد في الفترة من 27 إلى 29 سبتمبر الجاري بمشاركة 80 دولة، بشأن استراتيجيات الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم، ودور القطاع الخاص في الصحة، والحد من المخاطر المتعلقة بمجالات المياه، والبيئة، والأمن الغذائي في إفريقيا. وقال ديلون هيومان من جنوب إفريقيا إن “هناك تناسقا مهما مع الشركاء في وزارات الصحة، حيث يتم وباستمرار عقد الاجتماعات المثمرة، وإيجاد التعاون بين الأطباء البيطرين والطلبة، لكبح الأمراض المعدية عن الماشية؛ حماية للأمن الغذائي”. وأضاف “تم وضع كتيب إرشادي من قبل عدد من الجمعيات المختصة لحماية الماشية، وتوفير اللقاحات اللازمة، واستخدام المضادات الحيوية الجيدة للحيوانات لحمايتها من الأمراض، والأوبئة”. وتابع هيومان “كما يتم مراقبة العديد من العينات الخاصة بالبكتيريا المختلفة، والنظر في آلية استخدام المضادات الحيوية للماشية، بشكل صارم منذ العام 2015، الأمر الذي انعكس إيجابًا في تربيتها والحفاظ عليها، مع المتابعة المستمرة لجميع البحوث المهمة المعنية بذلك، والعمل على جمع المعلومات الدقيقة؛ لمعرفة المضادات الحيوية الأمثل استخدامًا للحيوانات”. من جهتها، أوضحت سوزانا شوايدروسكي من التشيك أن هناك مساعي حثيثة لمنع وقوع المجاعات في إفريقيا، مع ملاحظة ارتفاع نسبة سوء التغذية في إفريقيا، والتي تمتد إلى شمال القارة. وأضافت ”يعاني أكثر من مليون شخص من المجاعة، بدول تعاني ذلك منذ العام 2022، منها دولة جنوب السودان وموريتانيا، حيث ترتبط الأزمة بشكل مباشر بالمخزون الغذائي”. وتابعت “هنالك تغيرات في أنماط الغذاء في الأرياف والمدن، أثرت بشكل مباشر في ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض السكري والضغط، وقد بحثت اليونسيف هذا الأمر، خصوصًا فيما يتعلق بصحة الأطفال، حيث وجدت أن هنالك ترابطا ما بين التغذية والسمنة”. وزادت شوايدروسكي “تحظى منطقة شمال إفريقيا بنصيب الأسد فيما يتعلق بسوء التغذية، مع وجود علاقة ما بين التغذية، والصحة، والنفسية، كالقلق، والأرق، والتي تمتد للتفكير في توفير لقمة العيش لأطفالهم”.

السلاسل الغذائية

من جهتها، رأت كوفي كوالافينكي من غانا أن “الأنظمة الخاصة بالسلاسل الغذائية ترتبط بالماء، الذي يستخدم 72 % منه في الفلاحة، وإذا رأينا الإحصاءات الحديثة، فسنجد أن 5 % من الكوارث الطبيعية العالمية مرتبطة بالماء، ولذا يجب الاهتمام بقيمته، وبالكمية المتوافرة منه، مع ملاحظة تزايد نسبة التعفن بالمياه، وهو أمر يجب النظر إليه بشكل جدي”. وأضافت “يتوجب تطوير نظم مائية تستخدم وسائل التكنولوجية الحديثة، لتحقيق الوفرة، وسهولة التوصيل، مع النظر لحاجة إفريقيا لدراسة البيئة المائية التحتية، والعمل على تحسين مصادر المياه البديلة كالأمطار، والمياه الجوفية، والنظر لجودة المياه وحمايتها، وتخفيض تلوثها”. وواصلت كوالافينكي “أعطت منظمة الصحة العالمية الكثير مما يمكن اتباعه؛ للوصول إلى نتائج مهمة بهذا الشأن، ولكل بلد على حد سواء، منها التعامل الصحيح مع استهلاك المياه، وإدخالها بالإنتاج الفلاحي، وابتكار النظم المتعلقة بالسلاسل الغذائية، والنظر للمعلومات المفتقرة بذلك، ومنح المعلومات المطلوبة للمزارعين، للاستفادة منها، وللتقليل من التعفن بالمياه”. وأردفت “يجب الأخذ بالسياسات المفيدة؛ لإعطاء الزخم المناسب لقطاعات الطاقة، والمياه، والفلاحة، التي ستمكن من الوصول إلى نتائج مثمرة، ويمكن الاستفادة من قصص النجاح التي سبق تنفيذها بزامبيا والسنغال، كما يجب الابتكار والبحث في جودة المياه، والتخفيف من المشكلات المتعلقة بالصحة، وهو أمر بنطاق الممكن، مع وجود الوفرة المناسبة في المعلومات”. ودعت دانا وينر من البيرو للنظر في البحث بالمجال الغذائي، لتغيير صحة الإنسان للأفضل، وهو أمر يرتبط بنظام الفرد الغذائي، وما إذا كان هناك مساع لتقليص السعرات الحرارية والكربوهيدرات، التي ترتبط بصحة الإنسان. فعندما ننظر لكبار السن الذين تخطوا من العمر مئة سنة في مناطق معينة في العالم، منها ايكاريا في اليونان، وسردينيا بإيطاليا، اوكيناوا باليابان، وغيرها، نرى أن أغذيتهم ترتبط بالنظام الرياضي، ونمط الحياة اليومي، كالمشي، وحمية غذائية محددة تقوم على مزروعات يزرعونها بأنفسهم. ففي اوكيناوا باليابان يتعود الناس هناك على أكل البطاط الصحية، والأكل يجب أن يكون بالمعدة وليس بالعين، حيث ينصح دومًا بأكل كميات غذائية قليلة، للصحة الجسدية، ومنع السمنة، ووقوع الأمراض. البحث والتجربة وكل ما كانت الطرق صعبة، كصعود المصعد، أو الدرج، فإن من شأنها أن تزيد من العمر، وتمنح الفرد الحياة الصحية المناسبة، إذ يفترض أن يتحرك وأن يكون نشيطًا في المجتمع، وهي ملاحظات تم التأكد منها عبر سنوات من البحث والتجربة. وقالت وينر “ننصح بالعودة للماضي والتقاليد القديمة، التي ترتبط بالنظام الغذائي، ونوع الغذائي، بل الحياة الاجتماعية نفسها”. وقال مصطفى بوسمينا من المغرب إن الجهود المبذولة للأمن الغذائي تأثرت بفعل الجائحة، التي أضرت كثيرًا بسلاسل التوريد، ورفعت نسبة الفقر، مضيفًا “كما تسببت الحرب الروسية الأوكرانية بمزيد من المشكلات بسبب تعطل نقل شحن الحبوب، إلى بلدان العالم”. وأضاف “السيادة الغذائية من أهم المصطلحات التي يجب أن نتمعن بها، عبر التركيز على التحليل الترابي في القارة الإفريقية، والتي تمتد لمساحات هائلة تصل لملايين الكيلومترات المربعة، وبجوفها الكثير من الموارد الطبيعية، منها المناجم”. وواصل بوسمينا “القارة الإفريقية تتميز بالشبابية، حيث إن متوسط السن للفرد بها هو أقل من 20 سنة، حيث يمكن لهؤلاء الشباب أن يساهموا بتطوير بلدانهم، وفي ازدهارها”. وتابع “يجب أن تكون لإفريقيا رؤية قارية تشاركية، وأن تكون الزراعة بها متنوعة المواد، وألا تقتصر على منتوجات معينة، وأن نرفع المردودية الزراعية الإفريقية بمختلف الأدوات، والأسمدة الزراعية الحديثة”. النمط السلبي على صعيد متصل، قال سيزار بيرناستين من الأرجنتين إن “الوتيرة لا تنخفض وفق الإحصاءات الصحية الجديدة فيما يتعلق بالنمط الغذائي الصحي السلبي، منها تركيز الكثيرين على تناول نوعين من الفاكهة يوميا، كالموز، في حين تنصح منظمة الصحة العالمية بـ 5 قطع مختلفة”. وتابع “يجب أن يكون الإنتاج الغذائي متوازنا، وأن يحترم المعايير الصحية، من حيث نوع السماد، والأدوية المستخدمة بالزراعة، والتي قد تؤثر على صلاحية استهلاك النباتات للبشر”. وواصل بيرناستين “في الدراسات حديثة، لاحظنا أن عملية إنتاج المواد الغذائية مهمة جدًا، وأن كل من يستهلك الخضروات والفواكه التي تحترم المعايير، لم يعاني من مشكلات زيادة الوزن، أو السكري، أو حتى الأمراض السرطانية”. وأردف “لدينا في الأرجنتين مؤسسة تساعد المواطنين على زراعة ما يحتاجون من خضراوات وفواكه في بيوتهم، ولقد حاولنا أن يتم تلقين هذه التقنيات للأطفال في المدارس الابتدائية، ويمكن للكبار أن يعتنوا بالصغار، ويدربوهم، وأن يكون للعائلات قطع أرضية تستخدم لهذا الغرض، مع استخدام الأسمدة العضوية بهذا الشأن، ويمكن للعائلات التي لديها فائض في الإنتاج، أن تعرضها للبيع”. وأشار فريناندو سبيلكي من البرازيل لأهمية مراقبة الأعراض المرضية قبل وبعد؛ لتسليط الضوء على طبيعة الأنظمة الصحية، والتي ترتبط بالماء، والغذاء. وقال “هناك نقاط مشتركة بين دول أميركا اللاتينية، وإفريقيا، وتشكل طبيعة الأنظمة الصحية، ومدى جودة المياه، والتي ترتبط بالتنوع الحيوي لأنظمة الحياة ككل، وقد تكون سببًا لدخول أمراض جديدة، قد يعاني منها الجنس البشري”. وأردف سبيلكي “لا ينبغي علينا أن نتفحص الفيروسات بعد تفشيها، بل أن يكون لدينا استعدادات وقائية مسبقة لها، ولقد طرأت الكثير من المتغيرات بهذا الشأن في العديد من دول العالم بعد الجائحة، حيث أصبحت الآن أكثر فعالية، ونساعد بهذه الجهود في اكتشاف الكثير من الفيروسات والميكروبات قبل تفشيها بين البشر، واستخدام العلوم الحديثة في ذلك”.