تحدث عن 3 آبار تعرضت للملوحة الشديدة... وقال: "ينشرح صدري لما أشوف الزرع"

بالفيديو: مزارع سبعيني من العكر يبدأ يومه بحمام دافئ بالعين

| تقرير: دلال العلوي | تصوير: رسول الحجيري | مونتاج: نيفين مدور

مهنة الزراعة اندثرت والجيل الحالي قضى على أهم معالمها - الحاج آل سرحان آخر المؤتمنين لمهنة الآباء والأجداد  

مهنة الزراعة من أعرق وأشهر المهن التقليدية التي يشتهر بها أهل قرى مملكة البحرين والتي اعتبرت خلال السنوات الأخيرة من أكثر المهن التي تعرّضت للاندثار والانقراض، كما واشتهرت منطقة العكر بوجود المزارع وعيون المياه العذبة على أرضها الطيبة.

وتعتبر مزرعة "كفل خور" في العكر الشرقية والتي تعني في الأصل "قفا الخور" أي خلف، والخور من البحر باللهجة البحرينية يتم قلب القاف كاف لهذا سميت "كفل خور".

مهنة منسية وعلى اعتبار أنها من أواخر ما تبقّى من ثروة زراعية لعائلة آل سرحان في المنطقة والتي أسسها الحاج المرحوم حبيب بن حسين آل سرحان، قابلت "البلاد" الحاج حسين حبيب حسين آل سرحان الذي ورث المهنة من والده المرحوم وحافظ عليها وأفنى حياته وذكرياته لأكثر من 60 عامًا في خدمة "كفل خور".

يقول الحاج حسين: إن مهنة الزراعة أصبحت منسية وتعرّضت للإهمال والاندثار، كما أنها لا تحظى بقدر كبير من الاهتمام، معبّرًا عن استيائه تجاه أبناء الجيل الحالي الذين "أهملوا" القطاع الزراعي في مملكة البحرين والذي يعتبر من أهم القطاعات التجارية التي ساهمت في نهضة مملكة البحرين لأكثر من نصف قرن، ومؤكدًا عزوفهم عن مشاركتهم أجدادهم وآباءهم أثناء ممارسة المهنة على أصولها. وأضاف "ينشرح صدري لما أشوف الزرع"، مستدلًا بقول الرسول (ص) "ثلاثة يذهبن الحزن: الخضرة والماء والوجه الحسن"، لافتًا إلى أن الزراعة مصدر بهجة للروح والرزق أيضًا.

كما استذكر الحاج حسين أجمل محطات حياته وذكرياته منذ كان في طفلًا في المدرسة وهو يقضي معظم أوقاته مع والده المرحوم في أرجاء المزرعة.

 

الشغف والعطاء ورغم بلوغه السبعين من عمره إلا أنه مستمر في العطاء، مؤكدًا أنه لم يرث المهنة فحسب؛ بل استمد منها الشغف وحب العطاء والمحافظة على التراث الوطني.

الحاج حسين اعتبر نفسه من أواخر المتبقين في حمل تلك المسؤولية وهي الحفاظ على المزرعة الحالية، وأشار إلى أن الأبناء والأحفاد رغم تعلقهم بالمزرعة إلا أنهم لم يمارسوا المهنة، وقال بأنه يقضي أوقاته هذه الأيام كما كان يقضيها قبل 60 عامًا في التنظيف والزراعة والإنتاجية والمحاصيل الزراعية كما أكد أنه يحرص على الحصاد الموسمي من خيرات مزرعة "كفل خور".

وتابع أن المزرعة تحظى بعناية متواضعة منه نظرًا لسوء الأحوال البيئية والصحية التي تتعرّض لها إلا أن خيراتها تؤخذ للسوق المركزي بمنطقة المنامة ويتم بيعه، مشيرًا إلى أن المردود المادي والعائد يعتبر زهيدًا ويُصرف على العاملين المعاونين له، وأن عوائدها لا تلبي التزاماته الأسرية، ورغم ذلك فإنه مستمر في المهنة طالما كان على قيد الحياة، ويحمله على ذلك شغفه وحرصه على عدم العزوف عن مهنة الأجداد.

 

عيون حلوة كما روى الحاج حسين قصته أيام عنفوان الشباب عندما حفر الأرض مع مجموعة من الذين يشاطرونه المهنة، حيث يقول "كانت المفاجأة أن البحرين آنذاك تنبع بالعيون الحلوة" وكان نصيبهم ظهور ثلاثة آبار من العيون البحرينية على أرضهم، وأشار إلى وجود إحداها والتي مازالت في كفل خور ولكنها مع مرور الزمن تعرّضت إلى الملوحة الشديدة.

كما أكد أنه يحرص يوميًّا أن يأخذ حمامًا دافئًا بماء العين لأنه يؤمن بالفوائد الطبيعية التي تمد الإنسان بها، معبّرًا عن سعادته بوجود تلك العين في المزرعة والتي تمده بالطاقة الإيجابية والراحة النفسية.

كما أشار إلى فوائد سقي التربة بماء العين والتي تمد المحاصيل بالمعادن والمكونات الطبيعية والصحية.

وبالنسبة لمصير "كفل خور" قال الحاج حسين مستقبلًا سيبني على أرضها الأبناء، مؤكدًا أن الوارث سينال نصيبه منها، ومعبّرًا رضاه التام عن ذلك على الرغم من ضياع المهنة في البلد بشكلٍ عام، على حد تعبيره.