الصحة النفسية عامل لتجاوز هذه المرحلة... فلنقف جميعاً يداً واحدة

“البلاد” تبث “حب.. رعاية.. أمل” في قلوب المصابات بسرطان الثدي

| فاطمة عبدالله

جددت صحيفة “البلاد” روح الأمل في المصابات بسرطان الثدي والمتعافيات من المرض، تحت شعار “حب.. رعاية.. أمل”، تزامنا مع شهر أكتوبر الوردي، الذي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم، بهدف نشر ثقافة الفحص المبكر لسرطان الثدي، ولبث الأمل في نفوس النساء اللواتي مازلن في مرحلة العلاج. للعام الثاني على التوالي تطلق صحيفة “البلاد”، “أكتوبر الوردي”، لتكون عونًا وسندًا ودعمًا لكل امرأة مصابة أو متعافية، لتنشر بذلك بأهمية الكشف المبكر والخطوات التي يجب أن تقوم بها النساء، مثل الفحص الذاتي الشهري، الفحص السريري من قبل المختصين، فحص أشعة الماموجرام السنوي. 

وبهذه المناسبة نظمت الصحيفة فعالية بمجمع الواحة في الجفير، بحضور عدد من النساء والأطباء النفسيين، إيمانا منها بأهمية الاهتمام بالجانب المعنوي والنفسي لمصابات سرطان الثدي، إذ إن هذا الجانب يأتي بالمرتبة الأولى في الحصول على الرعاية والاهتمام، لما يتركه من تأثير قوي ومهم عليهن، الأمر الذي يساهم بقوة في مساعدة المريضة على تجاوز هذه المرحلة. وفي هذا الصدد، قالت استشارية الطب النفسي للأطفال والبالغين والعلاقات الأسرية، الزمالة البريطانية د. صديقة المير “إن التوعية النفسية لمريضة السرطان تعتمد على المستوى الثقافي وحالتها الاجتماعية ومشاعرها، إلا أن أهم ما تحتاجه كل مريضة سرطان هو وجود الأهل والداعمين من حولها”. وأضافت “تحتاج المريضة إلى وجود من حولها، فهي لا تحتاج إلى النصح والإرشاد بقدر حاجتها إلى وجود الأهل خصوصا أثناء العلاج الكيماوي، فالمريضة قد تكون بحاجة إلى التحدث والشكوى، ولا تحتاج تقديم النصيحة من أحد”. وتابعت “على الأهل معرفة هذه الحاجة لدى المريضة، فمن المهم وجودهم حولها في كل الأوقات، وعدم تقديم النصائح إلا في حال طلبتها المريضة، فالإنصات يكون كافيا في هذه الأوقات”. من جانبها، أكدت ‎اختصاصية الطب النفسي الإكلينيكي بمستشفى سلوان للطب النفسي د. خديجة العويناتي أهمية تقديم العلاج النفسي لمرضى السرطان عموما بمن فيهم مريضات سرطان الثدي، مشيرة إلى أن مفهوم الصحة النفسية في التعامل مع مرضى السرطان لا يختلف عند التعامل مع باقي المرضى. وأشارت إلى أهمية رعاية الصحة النفسية للمريضة عبر التأكد من عدم إصابتها بالقلق، أو الاكتئاب والضغط النفسي، مؤكدة أن مريضة سرطان الثدي قد تكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وقد يكون ذلك نتيجة الإصابة ببعض الأعراض كالقلق أو الاكتئاب. وشددت العويناتي على أهمية تعزيز الصحة النفسية لدى مرضى السرطان عبر الاحتواء وإظهار مشاعر الاهتمام، مبينة أن ليس جميع مرضى السرطان معرضين إلى اضطراب ما بعد الصدمة، إذ إن ذلك يعتمد على المريض نفسه. من جهتها، أكدت ‎طبيبة الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى سلوان للطب النفسي د. لمياء الأشقر أن الصحة النفسية تلعب دوراً في تعزيز الجهار المناعي، موضحة أن الأخير قد يضعف عند التشخيص، لذا فإن الدعم النفسي يساهم ويساعد بشدة في تحفيز الجهاز المناعي لمحاربة المرض. وأشارت إلى أن الدعم النفسي مهم في جميع مراحل العلاج، لافتة إلى أنه في بعض المراحل قد يتم صرف بعض الأدوية لدعم الصحة النفسية لمريض السرطان. وعن قصص الأمل، كانت للمتعافية نوف القطان كلمة لأهمية وجود الأهل حول مريضة السرطان أثناء رحلة العلاج، فالمريضة تحتاج لشخص يعيش معها لحظات ومراحل العلاج الكيماوي التي تكون من أشد المراحل عليها. وقالت “يحتاج المريض لوجود روح أمل من الأهل تبعث فيه الراحة والسكينة، إلا أنه على الرغم من ذلك، على المريض أن يكون قويا، فلا مجال للضعف، فالسرطان هو اختبار، ويحتاج المريض إلى القوة الداخلية التي تنبع من داخله للتغلب عليه”. أما المريضة غدير عبدالعزيز، وهي مستمرة في رحلة علاجها، فبعد انتهائها من رحلة الكيماوي مازالت تكافح مع رحلة العلاج الإشعاعي، إلا أنه على الرغم من ذلك ضربت مثالا حيا وواقعيا عن أهمية الصحة النفسية، إذ لفتت إلى أن الحفاظ على الصحة النفسية لمريض السرطان أمر ضروري، فقد يمر بلحظات الضعف والألم في العديد من مراحل العلاج، مشددة على أهمية وجود إيمان داخلي عند المريض بقدرته على التغلب على هذا المرض. وأكدت أن مرض السرطان لا يختلف عن باقي الأمراض، وهذه رسالة يجب أن يؤمن بها مريض السرطان، فقد تكون مراحل علاجه أطول عن باقي الأمراض، إلا أن المرض سينتهي يوماً من الأيام، وسينتصر المريض عليه.