إصدار 5 آلاف تأشيرة العام الماضي 70 % منها سياحية... السفير الهندي (2-2):

طرح البحرين موقعا لتصويرا أفلام “بوليوود” يستقطب السياح

| ندى فهد - تصوير: خليل إبراهيم

مئات الطلبة البحرينيين يدرسون في الهند نعمل على تشجيع الهجرة القانونية وتقليل نطاق غير الشرعية مساع لتعزيز التعاون بن البلدين بالمجالات الثقافية والسياحية عازف فلوت هندي سيشارك في مهرجان الموسيقى 19 أكتوبر الحالي الأعراس الهندية في المملكة مؤشر على الارتباط الاجتماعي بين البلدين أنشأنا بوابة هجرة إلكترونية ويمكن للبحرين التأكد من حالة العامل قبل مجيئه

قال سفير جمهورية الهند لدى مملكة البحرين فينود كوريان جاكوب، في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة “البلاد” وتنشر الجزء الثاني منها، إن عدد الهنود في البحرين سيرتفع بالأشهر المقبلة لحضور موسم الأعراس، إذ بحسب البيانات الصادرة للأشهر الستة الأولى من العام 2023، تبين أن أكثر من نصف مليون هندي وصلوا إلى البحرين، بعضهم عائدون إلى عملهم والبعض مقيمون، وهناك عدد كبير من السواح الهنود وصلوا. 

وأفاد بأن أفلام “بوليوود” ترفع عدد السياح في الدول التي يتم التصوير فيها، وأنه وضع ضمن خططه المستقبلية طرح البحرين موقعا لتصويرا هذه الأفلام. وأردف أن عازف فلوت هندي سيحضر إلى المملكة للمشاركة في مهرجان الموسيقى الدولي في الصالة الثقافية بتاريخ 19 أكتوبر الحالي، داعيا الجميع لحضور هذا الحدث والاستمتاع فيه.

كما ذكر أن حكومة الهند تشجع على الهجرة القانونية، وتشجع الأشخاص على الخضوع للتدريب على كيفية التعامل مع المجتمعات وكيفية العيش في الأراضي الأجنبية. وفيما يلي نص اللقاء:

طلبة البحرين كم عدد طلبة البحرين الذين يدرسون في الهند؟ ليس لدي أرقام دقيقة، ولكن يجب أن تكون في إطار المئات، وبالتأكيد هدفي زيادتها؛ لأن الهند توفر كثيرا من الفرص والاحتياجات التعليمية المحددة للطلاب البحرينيين، حيث لدينا فرص في الهندسة والفنون والعلوم وما إلى ذلك، وهناك كثير من مراكز التميز في أجزاء مختلفة من الهند، لذلك أود أن أشجع هؤلاء الطلاب على اعتبار الهند وجهة تعليمية أيضًا؛ لأننا نعلم أننا نقوم بعمل جيد في مجال تعليم العلوم والفنون والعلوم البحثية.

استقطاب الفنانين أطلقت مملكة البحرين استراتيجية لتنمية قطاع السياحة، فهل تنوي السفارة استقطاب بعض الفنانين الهنود المشهورين للمشاركة بالفعاليات السياحية البحرينية أو استضافة جوائز أكاديمية الفيلم الهندي الدولية (IIFA) وبدء التعاون في إنتاج الأفلام؟

- يعد قطاع السياحة أحد المجالات التي تشهد قدرًا كبيرًا من الانتعاش في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن البحرين تستفيد من ذلك؛ لأنه حين ننظر إلى بيانات الأشهر الستة الأولى من العام 2023، فهناك أكثر من نصف مليون هندي وصلوا إلى البحرين، ربما يعود كثير منهم إلى عملهم، وقد يكونون مقيمين هنا، ولكن عموما، هناك عدد كبير من السائحين الهنود الذين يصلون إلى هنا، وقد قيل لي أيضًا إن عددًا كبيرًا سيصل إلى البحرين في الأشهر المقبلة لموسم الزفاف.

ولاحظنا أنه عندما يأتي الهنود لحضور حفلات الزفاف في البحرين فإنهم يخططون للعودة في العام المقبل لقضاء العطلة.

كما أنني حريص على تشجيع مزيد من الأصدقاء البحرينيين للذهاب إلى الهند، فعندما أرى البيانات المتوافرة لدينا، لدينا ما يقرب من 5000 تأشيرة تم إصدارها في العام الماضي، منها نحو 70 % تأشيرات سياحية، فأعتقد أن البحريني سوف يجد الكثير من الأشياء التي يمكنه استكشافها في الهند، فأشجع الجميع على قضاء العطلة في الهند مع تحسن الطقس؛ ليكون هناك حركة سياحية في الاتجاهين.

ونحن نخطط للمشاركة في الأنشطة المختلفة في البحرين، حيث إن لدينا أحد عازفي الفلوت سيشارك في مهرجان الموسيقى الدولي في الصالة الثقافية في 19 أكتوبر من العام الجاري، كما نتمنى من أصدقائنا البحرينيين زيارة الهند بالمثل.

والجميل أن أرى أن البحرينيين يفقهون الثقافة الهندية في مختلف الأصعدة ومنها الموسيقى، وهم مغرمون جدًا بذلك، ونستطيع بذلك المضي قدما في الجمع بين السياحة والثقافة، لذا سأحرص على القيام تعزيز التعاون المتعلق بالسياحة والثقافة بجميع مجالاتها.

أما من جانب الأفلام، فالبحرين سوق ضخمة للأفلام الهندية.

وأدركت أنه عندما نشاهد أفلام “بوليوود” ويكون قد تم تصويره في بلد أجنبي معين فإن عدد السياح يرتفع بشكل ملحوظ نتيجة ذلك، ولذلك سنطرح مملكة البحرين بوصفها موقعا للتصوير، بالطبع سنحتاج إلى كثير من التصريحات من قبل الجهات المعنية، ولكنه سيعد أمرا ضخما وسيدفع بالتعاون وتدفق السياحة نحو آفاق أوسع.

الفرق الهندية على الصعيد الثقافي، ثمة تعاون بين هيئة الثقافة والسفارة من أجل استقطاب الفرق الهندية للمشاركة في الفعاليات الثقافية في البحرين، فما أبرز الفعاليات الهندية التي ستقام في البحرين؟ وما أوجه التعاون بينكم وبين الهيئة في المستقبل القريب؟

بقدر ما يتعلق الأمر بالثقافة، فإن المشاركة تتم عبر برنامج التبادل الثقافي، لكنني حريص أيضًا على إلقاء نظرة على التاريخ الثقافي بين الهند والبحرين، إذ إن روابط تجمع بين البلدين منذ فإنه أكثر من 5000 عام، أعتقد أن هناك شيئًا يمكننا تعلمه من تلك الروابط والبناء عليه، ومنح تحديث معاصر لتلك الروابط، وكذلك النظر في آليات تعزيز التعاون.

ومن الأشياء التي أدركناها أنه يمكن صناعة الأفلام في أجزاء مختلفة حول العالم، فنحن نسعى لاستكشاف مثل هذه الفرص واستخدام التكنولوجيا للمكان وتقليل المسافة بهدف تعزيز الثقافة.

ونحن حريصون جدا على المشاركة وتعريف الناس بالموسيقى الهندية، وسيكون من المفيد والجميل أن يكون هناك فرص للفرق الموسيقية الهندية لتقديم موسيقاها هنا في البحرين، فهذا أيضا من ضمن خططي التي سأحرص على العمل عليها بمساعدة حكومة مملكة البحرين.

الفعاليات هل هنالك توجه لزيادة الفعاليات الاجتماعية المقامة في البحرين للهنود كالأعراس؟

نعم، هناك كثير من الفرص والاهتمام الكبير بجيل الشباب خصوصا في الهند لاستكشاف مختلف الثقافات الأخرى، وأحد الأشياء التي أدركتها بعد مجيئي إلى هنا أن هناك عددًا من العائلات البحرينية التي لديها علاقات مع الهند تعود إلى 100 أو 200 عام، ولكن لم يتم الحفاظ على هذه العلاقات، فهم على تواصل معهم، إلا أن هذه الأعداد لم تتزايد.

فهذه فرصة للهنود وللبحرينيين للتعرف ثقافة بعضهم البعض حتى تزداد الروابط الاجتماعية، وفي الحقيقة، فإن الأعراس الهندية التي تقام في البحرين تعد مؤشرا على الارتباط الاجتماعي، ويجب علينا الحفاظ على هذه الروابط وزيادتها بطرق أخرى مختلفة.

العمالة المنزلية يلاحظ في الفترة الأخيرة زيادة كلفة استقدام العمالة المنزلية من عدد من الدول ومن بينها الهند، فما جهودكم لضبط أسعار الاستقدام بما يوازن بين مصلحة جميع الأطراف المعنية؟

إن سياسة حكومة الهند هي تشجيع الهجرة القانونية وتقليل نطاق غير الشرعية ومنعها، لذلك ما يمكننا فعله من الجانب الهندي أمر بالغ الأهمية؛ لأن هذا شيئا يمكننا التحكم فيه، لذلك نحن نشجع الأشخاص على الخضوع للتدريب على كيفية التعامل مع المجتمعات وكيفية العيش في الأراضي الأجنبية وما إلى ذلك.

يعد التدريب التوجيهي قبل المغادرة عنصرًا آخر لإعطاء مثال على ذلك، ونحن نشجع الأشخاص على الحصول على تأمين طبي قبل سفرهم إلى البلدان المعنية، إذ تبلغ التكلفة 1.5 دينار لنظام التأمين لمدة 3 سنوات، لذلك نحاول نشر هذا المخطط حتى يكون الناس على دراية بخطط التأمين هذه عندما يأتون إلى هنا، كما نشجعهم أيضًا على قراءة العقد بعناية شديدة لاتباع قواعد البلد المضيف، لذلك عندما تأتي إلى هنا قادمًا للعمل، اذهب للحصول على تأشيرة عمل، وهذا شيء أقوله دائمًا، فهذه هي الخطوات التي نتخذها.

هذا إضافة إلى الخطوة الأخرى التي نتخذها، وهي الاستفادة من التكنولوجيا، إذ قمنا بإنشاء بوابة الهجرة التي تجمع ولايات مختلفة من الهند، وتمكن الجهات المعنية مثل وزارة العمل بالتحقق من حالة الشخص الذي يخطط للعمل في الخارج، والتأكد من أن جميع الوثائق صحيحة قبل أن يغادر، وهذا يوفر الكثير من المتاعب على الجهة المستضيفة كمملكة البحرين.

ومن الممكن أن يتم العمل على هذه البوابة من قبل الطرفين (البحرين والهند) لتوفير الكثير من الوقت، فمثل هذه المبادرات ستساعدنا على تحسين آلية الهجرة القانونية.

هذا إضافة الى أن هؤلاء الناس الذين يأتون للعمل في البحرين لتحقيق بعض الدخل لأسرهم، يساهمون في تنمية الاقتصاد وازدهاره، لذا نريد أن يتبعوا هذه القواعد ونريد من أصحاب المصلحة دعمنا؛ للمضي قدما في هذا الإطار.

كلمة أخيرة هل من كلمة أخيرة تريد أن تضيفها؟ أتمنى كل التوفيق لقراء صحيفة “البلاد”، إذ تعد هذه هي مقابلتي الأولى منذ تولي منصب سفير جمهورية الهند لدى مملكة البحرين، ولقد استمتعت بالمقابلة حقًا، وآمل أن يكون هذا هو حال القراء عندما يقرأون المقابلة.

ويمكننا تحديد مجالات جديدة للتعاون من أجل المنفعة المتبادلة، وأعتقد أن هناك نطاقًا كبيرًا في هذا الصدد بالشهرين اللذين أمضيتهما هنا، ورأيت أن هناك كثيرا من الاهتمام من الجانب البحريني، وسأسعى لترجمة ذلك إلى واقع مختلف.