رصد إصابات لفتيات بعمر 15 عاما

سيدة الأعمال د. سارة الريفي: 39.7% نسبة الإصابة بسرطان الثدي في البحرين وهي الأعلى خليجيا

| البلاد - فاطمة عبدالله

وقالت: إن معدل الإصابة بسرطان الثدي هو 39.7 % مقارنة بباقي أنواع السرطان في مملكة البحرين، وهي نسبة مرتفعة بل هي الأعلى بين دول الخليج، وهذا ينبه لأهمية وجود حملات مكثفة ومنظمة للتشخيص المبكر.

وأضافت: نحن أطباء الثدي ننصح الفتيات بالزواج المبكر والحمل المبكر، حيث إن خطر الإصابة بسرطان الثدي يكون أقل عند السيدات اللاتي أنجبن طفلهن الأول قبل سن الثلاثين. أما السيدات اللاتي يؤخرن الزواج والحمل والإنجاب لما بعد الثلاثين عاما فهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

وتابعت د. سارة الريفي: إن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في العالم. وفي الخليج تحديدًا. فهو أكثر شيوعًا بين النساء، إذ إن معدل الإصابة للرجل يبلغ “1 رجل لكل 100 سيدة”. والمرض عبارة عن تكاثر غير منتظم في الخلايا، ما يؤدي إلى ظهور ورم قابل للانتشار وغزو الخلايا المحيطة به أو الانتشار عن طريق القنوات الدموية أو اللمفاوية أو أعضاء الجسم الأخرى.

ولفتت إلى أن معدل عمر الإصابة للسيدات في البحرين هو 45 عامًا قائلة: شهدنا حالات إصابة لفتيات في عمر 15 عاما وسيدات متقدمات في العمر تجاوزن الـ 90 عاما، لذلك فجميع النساء معرضات للإصابة بالمرض، ولكن هناك عوامل تحد من نسبة الإصابة، مثلا المحافظة على الوزن المثالي، الامتناع عن التدخين واتباع نمط غذائي نباتي بروتيني صحي والابتعاد عن السكر المصنع واللحوم المصنعة مثل البرجر والنقانق وغيرها من الوجبات السريعة.

وقالت: ننصح النساء بممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع، إذ يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا، مع ضرورة الحفاظ على الوزن الصحي، وإذا كان وزنك صحيًا، ننصح بالحفاظ عليه. أما إذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، ننصح بالاستفسار من الطبيب عن الاستراتيجيات الصحية لتحقيق ذلك. كما ننصح بتقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، وزيادة التمارين الرياضية بالتدريج، ومن المهم اتباع نظام غذائي صحي، فقد بينت الدراسات أن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي تقل لدى النساء اللاتي يتبعن حمية البحر الأبيض المتوسط، إذ تركز هذه الحمية على الأطعمة النباتية.

كما نشدد على أهمية الحد من العلاج الهرموني بعد سن انقطاع الطمث، إذ يزيد العلاج الهرموني المركب من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وشددت د. سارة الريفي على أهمية إجراء تحليل الجينات الوراثية لبيان وجود طفرات وراثية تزيد من احتمال الإصابة، لافتة إلى أن هذا التحليل يتوافر في مركز لندن لجراحة الثدي في البحرين، مبينة أن أسباب السرطان غير معروفة، ولكن هناك أمور تزيد من عوامل خطورة من أهمها التاريخ العائلي الوراثي، إذ يُقدِّر الأطباء ارتباط ما يقارب من 5 إلى 10 % من سرطان الثدي بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة.

وحدد الأطباء عددًا من جينات الطفرات المتوارثة التي يُمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. أشهر هذه الجينات هي الجين 1 لسرطان الثدي (BRCA1) والجين 2 لسرطان الثدي (BRCA1) حيث يزيد كلاهما من خطر الإصابة بكلٍّ من سرطان الثدي والمبايض، لذا إذا كان لدى عائلتك تاريخ قوي للإصابة بسرطان الثدي أو أنواع أخرى من السرطان، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار الدم أو اللعاب، لتحديد الطفرات المحدَّدة في الجين (BRCA1) أو الجينات الأخرى التي تنتقل عبر العائلة.

وعن أحدث ما توصل إليه العلم في جراحات سرطان الثدي قالت: إن من أهم التطورات التي نشهدها الآن هي الجراحات الترميمية والتجميلية، والتي يحافظ فيها الجراح على شكل الثدي وقت الاستئصال، وهو ما يكون له بالغ الأثر في نفسية السيدة المصابة وتقبلها للعلاج بعد ذلك، كما أن الأدوية المناعية والبيولوجية والهرمونية في تطور مستمر لتمنع انتشار المرض وتساهم في نسب شفاء أعلى.

ودعت د. سارة الريفي جميع السيدات في البحرين للقيام بإجراء الفحص، سواء الفحص الطبي الاكلينيكي الذي يقدم على يد استشارية جراحة متخصصة في الثدي، أو الفحص بجهاز السونار رباعي الأبعاد، أو الفحص بجهاز الماموغرام ثلاثي الأبعاد مرة واحدة في السنة.

وأكدت أن الالتزام بهذا الفحص سيساعد في القضاء على نسبة الوفيات من سرطان الثدي، خصوصًا أنه في حال تم تشخصيه مبكرًا، قد تصل نسبة الشفاء لـ 99 % ولن يكون هناك داع للعلاجات الكيميائية المكلفة والمتعبة نفسيًا وجسديًا.

وعن دور الجهات الحكومية ودعمها لمركز لندن لجراحة الثدي في البحرين، أشارت إلى أن “تمكين” قام بدعم المركز منذ السنة الأولى لإنشائه في العام 2016، ما أسفر عن فوزها بجائزة رائدة الأعمال البحرينية المتميزة بتكريم من سمو ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، ودعم مادي من “تمكين” بقيمة 40 ألف دينار تم دفعها دفعة مقدمة أولى لشراء جهاز ثلاثي الأبعاد متطور للكشف المبكر عن سرطان الثدي في المركز، وكذلك أقام “تمكين” دورات تدريبية مهمة ساهمت في نجاح المشروع من جميع الجوانب الإدارية، حيث قدم دورات تدريبية في التكنولوجيا وإدارة التسويق وإدارة المخاطر، وكان لكل هذا الدعم بالغ الأثر في نجاح المركز واحتلاله المرتبة الأولى في مجال تخصصه.

وأكدت أن دعم “تمكين” للمؤسسات الصحية ساعد بشكل كبير على زيادة المراكز الطبية الخاصة والعيادات والمستشفيات الخاصة في الفترة الأخيرة، حيث إن كلفة تأسيس هذه المؤسسات عالية، والدعم الموجه من “تمكين” خفف عبء التكاليف على صاحب العمل. كما أن لـ “تمكين” دعما بارزا في تدريب الأطباء في المستشفيات الحكومية والخاصة وحصولهم على شهادات تخصصية تثري سوق العمل.

ويعتبر مركز لندن لجراحة الثدي مركزا طبيا شاملا متعدد التخصصات، ويقدم مجموعة متكاملة من خدمات جراحة الثدي، بدءًا من الفحص والتشخيص والعلاج والمشورة والرعاية الطبية اللاحقة. ويوفر المركز خدمات مبتكرة ومتكاملة وذات جودة عالية وخدمات فعالة واقتصادية لجراحة الثدي بكفاءة عالية وعناية متكاملة. ويهتم مركز لندن لجراحة الثدي بتقديم الدعم لمرضى السرطان عبر التشخيص ووضع الخطة العلاجية المناسبة.