الاعتداءات الإسرائيلية سبب ما آلت إليه الأوضاع

السفير المصري السابق بفلسطين أشرف عقل لـ“البلاد”: كلمة الملك المعظم بقمة القاهرة تعكس موقف البحرين المتزن الداعي إلى السلام

| فيصل الراشد | تصوير: رسول الحجيري

مصر ستكون طرفا بالحرب إذا تعرض أمنها القومي للخطر الإسرائيليون يرون أن النهاية لدولتهم قد بدأت بالفعل الســــيســــي بنــــى الجيــــش المصـــــري بشـــكل ممتـــاز جــــدا مجازر نتنياهو نهاية إسرائيل كما فعل هتلر بالحرب العالمية اعتذار إسرائيل لمصر لأنها لا تريد فتح جبهة جديدة حزب الله لن يدخل الحرب لكن المناوشات ستستمر  معظم الحاخامات الموجودين في إسرائيل هم من إيران

ضمن مسؤوليتها الصحافية والمهنية، ومتابعة للأحداث الجارية في المنطقة العربية، وعلى رأسها الأحداث المؤسفة في قطاع غزة، التي أوقعت بها مكنة القتل الإسرائيلية آلاف الضحايا من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، نظمت “البلاد” لقاء صحافيا مع السفير المصري الأسبق بفلسطين أشرف عقل، وبحديث محوره الأحداث الجارية، ومستقبلها والرؤية السياسية لها.

وأكد عقل في حديثه للصحيفة أن كلمة ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قمة القاهرة للسلام، كلمة مهمة جدا؛ إذ أكدت ثوابت الموقف البحريني المتمسكة بضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضرورة تدفق واستمرار المساعدات إلى أهلنا في قطاع غزة المحاصر والشعب الفلسطيني، وعدم استهداف المدنيين عموما، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، وهذا موقف جيد وسليم يعكس وعي وبصيرة جلالته وموقف البحرين المتزن الداعي إلى السلام دائما.

 وأشار عقل إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين هي السبب في تفجر الأوضاع بهذا الشكل، موضحًا أن مصر ستكون طرفًا بالحرب متى ما تعرضت لاعتداء مباشر، أو تعرض أمنها القومي للخطر.

بداية، ما رأيك بالأحداث الجارية في قطاع غزة؟ وما مستقبل هذه الأحداث؟ - ما قامت به حركة حماس من هجوم على إسرائيل، هو رد فعل لما تقوم به إسرائيل من ممارسات سيئة طوال الفترة الماضية تجاه الشعب الفلسطيني، والتي تفوق أي ممارسات سمعنا بها عبر التاريخ، ناهيك عن انتهاكاتهم المستمرة بحق المسجد الأقصى، والتي لا يقبل بها أحد. وأتذكر بأنني كنت مارًا ذات مرة بالقرب من معبر رفح، ورأيت الجنود الإسرائيليين وهم يعتدون على شاب فلسطيني، ذنبه الوحيد أنه كان عابرًا بالقرب منهم، ثم ألقوا به على وجهه بعنف على الأرض تحت أشعة الشمس لفترة طويلة.

هذا إضافة إلى ممارسات إسرائيل الأخرى، من تهجير للفلسطينيين من بيوتهم، واستيلائهم عليها، ومنع الفلسطينيين من سكان القدس، من تجديد بيوتهم، وترميمها نهائيًا من الخارج، أما من الداخل فممكن ولكن بموافقة خطية، وبشكل محدود.

ناهيك عن الآثار التي تنقب عنها إسرائيل باستمرار في كل مكان، والتي لها هدفان، سياسي وديني، سياسي بالاستيلاء على الأرض وطرد أصحابها منها، وديني مرتبط بالرواية التوراتية على ما هو موجود بهذه الأرض من قديم الزمان.

ولقد أمعن الإسرائيليون بالفترة الأخيرة بقتل الناس (بالشبهة) في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، ويأتي هذا مع وجود المستوطنين الموجودين في المستوطنات، والمستعربين الذين يرتدون مثلنا، حيث يقوموا بالهجوم على الفلسطينيين ويضربونهم، ويقتلونهم.

وفي العام 2005 وبعد انسحاب إسرائيل باتفاق أحادي الجانب، كان قطاع غزة حينها محاصرا برًا، وبحرًا، وجوًا، وفي الوقت الذي تم به إبرام اتفاق معبر رفح، من وزير الأمن الداخلي محمد دحلان، وإسرائيل، وأميركا، لم تكن مصر طرفًا بهذا الاتفاق، وهو أمر أغضب الراحل عمر سليمان، ولقد تم وضع مراقبين أوروبيين على المعبر (بالنيابة عن إسرائيل)، في حين يدار المعبر من إدارة المعابر التابعة للسلطة الفلسطينية. وحديثا، حين ضربت إسرائيل الجانب الفلسطيني من المعبر، كان لمنع أي عبور فيه، لكننا قمنا بإصلاحه لكي نمرر المساعدات إلى غزة، والتي أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنها ستستمر.

 كيف تقرأ الهجوم الإسرائيلي على الموقع التابع للجيش المصري؟ - هو ليس بهجوم، وإنما خطأ من القوات الإسرائيلية، فالحاصل أن بيننا وبينهم معاهدة واتفاقية، والجيش المصري مستنفر الآن بشكل كبير، وبصواريخ موجودة على الحدود، وهناك رأي عام شعبي لما يحدث، ولجنة تحقق بهذا الأمر.

 كما أن هناك من يريد توريطنا بالحرب، بوقت اتضحت فيه الأمور لدى كثير من المصريين بشأن النظرة الاستراتيجية للرئيس عبدالفتاح السيسي، وكيف يدير المرحلة بشكل صحيح وواقعي.

السيسي بنى الجيش المصري بشكل ممتاز جدًا، وأنجز الكثير من الأمور التي لن يتضح أثرها الآن، منها تبطينة السد العالي التي كلفت 20 مليار جنيه؛ لكي تتحمل 396 مليار متر مكعب إذا انهار سد النهضة، وبحيث لا يؤثر ذلك على بنية السد. وسد النهضة سيسقط ذات يوم؛ لأنه مبني في منطقة زلازل، ولو أننا كنا نريد تدميره، لاستطعنا ذلك، حيث إن لدينا قاذفات الرافال وغيرها، ولكننا غير معتدين، إلا في حدوث محاولة الاعتداء علينا، حيث ستكون النتائج حينها مختلفة تمامًا.

 كيف تقرأ الاعتذار الإسرائيلي السريع بشأن هذا الهجوم؟ - لا تريد إسرائيل إن تفتح لنفسها جبهات جديدة، يكفيها الجبهة الشمالية (حزب الله) وكذلك الجبهة الجنوبية، وأشير هنا إلى أن ما فعلته كتائب القسام في 7 أكتوبر، وهي مجرد ميلشيا، أسقط هيبة الجيش الذي لا يقهر، ووضعه بوضع لا يحسد عليه.

إلى أي مدى يمكن لمصر أن تدخل بالحرب؟ - إذا تهدد أمننا الأمن القومي، أو تعرضت مصر لاعتداء مباشر، وبغير ذلك فلن تكون مصر طرفًا بالحرب.

كيف تقرأ واقع إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر؟ - واقعهم سيئ جدًا، السياحة لديهم متضررة جدًا، والشيكل فقد 30 % من قيمته، وأكثر من 550 ألف إسرائيلي جاهزون لمغادرة إسرائيل لعدم شعورهم بالأمن، ناهيك عن أن نسبة الضرائب عالية، كما أن المستقبل السياسي لنتنياهو قد انتهى تمامًا.

وما يراه الإسرائيليون الآن، هو أن بداية النهاية لدولتهم قد بدأت بالفعل، والمجازر التي يفعلها نتنياهو الآن هي ستكون نهاية إسرائيل، تمامًا كما فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية.

في ظل تصريحات وزير الخارجية الإيراني بأن إيران قد تدخل الحرب، ومثلها لوزير الخارجية الأميركي، وغيرهما، كيف تنظر لواقع مستقبل المنطقة في طور ذلك كله؟ - حزب الله لن يدخل الحرب، لكن ستستمر المناوشات منهم، وإيران لن تتدخل، وأشير إلى أن التصريح الذي ذكره أحد قادة حماس في لبنان أخيرًا وقام بسحبه، حين قال إنهم اتفقوا مع قوة إقليمية بما حصل، ثم “خونت بهم”، هو تصريح صحيح وواضح.

إيران وتركيا تستخدمان أطرافا محلية لتحقيق مصلحتهما، منها الحوثي، وسوريا، وأذكر هنا أن معظم الحاخامات الموجودين في إسرائيل هم من إيران.

إسرائيل لديها مؤسسات ومراكز بحث ودراسات واقتصادها السنوي يصل لنصف تريليون دولار، كما أن لديها اعترافا دوليا كبيرا يساعدها على بقائها قوية، فكيف لها أن تنهار إذًا؟ - قد لا يحدث هذا الانهيار على زمننا، لكن استمرار المقاومة الفلسطينية على ثباتها، وتوحد الصف العربي قبالة ما يحدث، فإنه سيسهم في اختلاف الحال.