إهداء “الشاهينين” دلالة رمزية على أن جلالته من صقور القوات الجوية البحرينية...

سفير موسكو لـ“البلاد”: “دبلوماسية الصقور” تقليد روسي قديم يعكس احترامنا الكبير للملك المعظم

| البلاد - ندى فهد

قال سفير روسيا الاتحادية لدى مملكة البحرين أليكسي سكوسيريف في تصريح خاص لـ “البلاد” بأن اختيار الشاهينيْن من السلالة النادرة من إقليم كامشاتكا الروسي هديةً لملك البحرين المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة  له معنى عميق ورمزية ملموسة على مختلف المستويات، حيث يذكرهم هذا الإهداء بـ “دبلوماسية الصقور” المنتشرة في روسيا في العصور القديمة، حينما كانت المشاركة في الصيد الملكي بالصقور أو عروض الصقور الملكية أمام الضيوف، وإهدائها دليلًا واضحًا على أعلى درجةٍ من الاحترام إزاء الطرف الآخر. 

وذكر أن الهدية ترتبط بعادات الصقار، وهي تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من الإرث الحضاري الثقافي للشعبين الروسي والبحريني على حدٍّ سواء الذي يسعى البلدان إلى احتفاظهما بها للأجيال القادمة.

وأردف “إن تقديم الصقرين بصفة هديةٍ هو بمثابة التأكيد للسيرة الذاتية لصاحب الجلالة التي تضمنت إحدى فصولها التدريبية على قدرته على قيادة المروحيات العسكرية، وذلك يمكّننا من اعتباره صقرًا من صقور القوات الجوية البحرينية”.

وأفاد أن تبادل الهدايا هو عادة جميلة ليست بغريبة على البلدين، ففي العام 2016م، أثناء زيارة جلالة الملك المعظم إلى مدينة سوتشي، أهدى الرئيس فلاديمير بوتين حصانًا من سلالة “أخال تيكي” الفريدة للعاهل البحريني الذي سلّم بدوره سيفًا دمشقيًا للزعيم الروسي.

وأضاف “نعتقد أن الإشارات من هذا القبيل تؤثّر تأثيرًا إيجابيًا على روابطنا الثنائية، فالعلاقات البحرينية الروسية تتميز بالطابع المؤسسي؛ لأنها تستند إلى الشبكة الواسعة من الاتفاقيات والاتصالات بين جهاتنا الحكومية والشراكات بين ممثّلي القطاع الخاص والمشاريع والمبادرات المشتركة المقدّمة من طرف منظّماتنا الأهلية”.  وأشار إلى أن المراسم الذي شهده آنذاك في سوتشي والمراسم التي عقدت في منتصف أكتوبر في قصر الصافرية في البحرين مهمّة جدًّا، حيث تفتح بعدًا إنسانيًا وعاطفيًا للتعامل وتتيح فرصةً سانحةً لنقل الرسائل والأفكار التي يصعب التعبير عنها من خلال اللغة البيروقراطية المعتمدة في الأوراق والمحادثات الرسمية.  ولفت إلى أن قرار الرئيس يشير إلى مشاعره الودّية تجاه عاهل البحرين ويؤكّد متانة العلاقات الروسية البحرينية والاستعداد للعمل المشترك، بما في ذلك الدفاع عن ثقافة البلدين.

وأشار إلى أن روسيا الاتحادية قيادةً وحكومةً وشعبًا تعتزّ بمستوى علاقاتها الوثيقة مع مملكة البحرين، حيث تعتبرها من بين أهم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط، وتثمن عاليًا النهج البحريني الحكيم والرشيد في الشؤون الخارجية ومواقف المملكة المتوازنة من القضايا الإقليمية والعالمية والتزامها بسياسة الحيادية والمبادئ النبيلة مثل التعايش السلمي والتسامح الديني وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للآخرين وضرورة حماية القيم التقليدية السامية من الغزو الفكري.