وظائف في مهب “الخطر” بسبب “الروبوتات”

الطالب علي ضياء.. “رحّالة” مبدع في عالم الذكاء الاصطناعي

| لقاء: منال الشيخ | تصوير: خليل إبراهيم

التحق بدورة لإعداد القادة بماليزيا تضمنت جزءا عن الـ “AI”

مستقبل الذكاء الاصطناعي مليء بالفرص الرائعة وسيخدم البشرية

أنشأ موقعا للتجارة الإلكترونية لبيع المستلزمات التكنولوجية

تمكن الذكاء الاصطناعي، بجميع أشكاله وصوره وتقنياته، من الدخول في تفاصيل حياتنا اليومية، ما دفع كثيرين، خصوصا الشباب، للإبحار في بحره لمعرفة أبرز خفاياه وأسراره.

ومما لا شك فيه أن الشباب البحريني الطموح قادر على ترك بصمات واضحة للعيان في أي مجال، وبمقدوره أيضا توظيف شغفه وخبراته في المكان الصحيح. ودعما منها للشباب البحريني، التقت “البلاد” علي ضياء، وهو طالب في الصف الثاني الإعدادي ويمتلك شغفا كبيرا بمجال الذكاء الاصطناعي؛ من أجل تسليط الضوء على سر شغفه والوقوف على طريقة تفكير الأجيال الشابة إزاء الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي. أرجع علي ضياء إعجابه العميق تجاه القدرات الفائقة للذكاء الاصطناعي إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على حل المشكلات وتحقيق التقدم في مختلف المجالات، مثل التجارة الإلكترونية وقطاع التكنولوجيا وقطاع السيارات وغيرها.

وأضاف “أحببت العلوم والاستكشاف في التكنولوجيا منذ صغري، وكنت دائما مستعدا لفهم كيف تعمل الأشياء، وفي يوم من الأيام، شاهدت فيلما علميا يتحدث عن الذكاء الاصطناعي. تأثرت بشدة بهذا المفهوم الرائع للحوسبة والتعلم الآلي، وأصبحت متحمسا لمعرفة المزيد، واليوم أنا أتطلع إلى أن أكون جزءا من هذا التحول الشامل في المجتمع وأجد في نفسي التحدي دائما لحب المعرفة والاطلاع على كل شيء جديد في تكنولوجيا المعلومات، وأنا في هذا العمر الصغير أرى أن هذا الاهتمام يكبر أمامي وأحاول أن اسبقه قبل أن يسبقني”.

وأوضح ضياء في لقائه مع “البلاد” أنه بدأ في استكشاف منصات التعليم عن بُعد والتطبيقات التعليمية التي تسهل علينا الوصول إلى المحاضرات والمواد التعليمية، وكان يفيد أفراد عائلته بشأن كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، إذ إن استخدامها في التعليم عن بُعد منحه الفرصة لتوسيع مجالات اهتمامه والبحث عن الموضوعات التي يشعر بأنها تلهمه، وهناك موضوعات أثارت اهتمامه، وهي المواقع والمواد التعليمية عبر الإنترنت التي توفر مقدمات ودروسا بسيطة عن الذكاء الاصطناعي مخصصة للمبتدئين. وعلاوة على ذلك، قاده حماسه للمشاركة في مناقشات احتضنتها مجالس رمضانية عن الذكاء الاصطناعي، وكان أبرز هذه المجالس مجلس خال والده الوجيه السيد علوي العلوي (رحمه الله).

تجربة جديدة وأشار ضياء إلى أن جائحة كورونا (كوفيد 19) وتحويل العملية التعليمية إلى نظام التعليم عن بُعد كانت تجربة جديدة بالنسبة له وللعديد من الطلاب حول العالم، فمن هذه التجربة بدأ اكتشاف فوائد وتحديات التعلم عن بُعد، والبحث عن كيفية توظيف التكنولوجيا للتواصل والتعلم.

فوائد جمة وأردف ضياء أن هناك فوائد جمة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الحياة وفي الدراسة بالنسبة للطلبة، لكنه قد يتسبب ببعض الكسل والخمول للمستخدمين نتيجة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وتوقع أن يتم استبدال موظفي المطاعم والمطارات بـ “الروبوتات”، وأن يلغي الذكاء الاصطناعي كثيرا من الوظائف الموجودة حاليا؛ نظرا لتزايد أعداد “الروبوتات”.

خطوة عملية وأكد ضياء حرصه على متابعة الأخبار المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، لكن ومع مرور الوقت قرر أن يتخذ خطوة عملية في هذا المجال، إذ أنشأ موقعا للتجارة الإلكترونية لبيع المستلزمات التكنولوجية، ومن ثم تفرغ له ابن عمه، كما حضر دورات مختلفة في الذكاء الاصطناعي “أون لاين”، كما طلب من والده أن يسمح له بالسفر لمدة شهر هذا الصيف إلى ماليزيا ليلتحق بدورة لإعداد القادة، وقد كان الذكاء الاصطناعي جزءا من هذا “الكورس”، فحصل على المعرفة الأساسية والمهارات اللازمة لفهم وتطبيق هذا المجال المثير.

الاستكشاف العملي وأوضح ضياء أنه يجد في نفسه حب الفضول للبحث عن المعرفة والاستكشاف العملي، إذ بدأ بتعلم المفاهيم الأساسية للبرمجة وتكنولوجيا المعلومات في اللعب مع الروبوتات الذكية؛ لأن هذه التجارب العملية ستساعده على تعلم كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في عالمنا الحقيقي، كما أنه يحاول تعلم البرمجة في فهم وتطبيق الذكاء الاصطناعي، مثل لغة برمجة “Python” التي تعتبر سهلة للمبتدئين.

تحليل البيانات وأشار إلى أن شغفه الكبير بمجال الذكاء الاصطناعي وفضوله دفعاه الى الإصرار على والده بأن يصحبه إلى “BMW”؛ ليرى التطور الكبير وكيف لعب الذكاء الاصطناعي دورا في تطور هذه السيارات الفارهة التي تستخدم تقنية “Connectivity”، وهي ‎تقنية الاتصال في سيارات “BMW”، فهي بذاتها تعد ذكاء اصطناعيا.

وأوضح أن تقنية الاتصال تشير عادة إلى القدرة على الاتصال بالشبكة وتبادل المعلومات مع مصادر خارجية، مثل الخدمات السحابية وتطبيقات الهاتف المحمول والملاحة الفضائية والمزيد، وتهدف هذه التقنية إلى توفير مزايا مثل استخدام تطبيقات الهاتف المحمول من داخل السيارة، فوجد في هذه السيارات الاستخدام الأمثل لنظم الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي أن يُستخدم تحليل البيانات التي تم جمعها من تقنية الاتصال واستخلاص أنماط أو توصيات تعتمد على تلك البيانات، وبالتالي يُمكن أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين وتحديث ميزات تقنية الاتصال في سيارات “BMW”، وهو ما يميز هذه السيارات عن بقية السيارات الأخرى.

تكنولوجيا المعلومات ولفت إلى أن مكتبة والده في المنزل دائما ما تستهويه، إذ إن كتب تكنولوجيا المعلومات تعد جزءا حاضرا في المكتبة، وهو يحرص على تصفح كتب تكنولوجيا المعلومات التي تحتوي على صور أو رسوم، ووالده كان يقول له دائما إن تكنولوجيا المعلومات هي الجزء المهم لتشغيل أي شيء.

كفاءة أكبر وذكر ضياء أن اهتمامه لن يتوقف عند هذا الحد؛ باعتباره طالبا على مقاعد الدراسة حاليا، لحماسه الكبير لاستكشاف هذا المجال المثير، مؤكدا أن اهتمامه بهذا المجال يقوده إلى الاطلاع على مستقبل الذكاء الاصطناعي وعلم الفضاء، مردفا أنه قطاع واعد وملهم، إذ سيؤثر وبشكل كبير على رحلات الفضاء وستستفيد رحلات الفضاء المأهولة من الروبوتات الذكية المجهزة بالذكاء الاصطناعي، كما ستساعد في تحليل البيانات وتنفيذ المهام بكفاءة أكبر.

متلهف للمستقبل ورأى ضياء أن مستقبل الذكاء الاصطناعي وعلم الفضاء سيكون مشوق ومليء بالفرص الرائعة وسيساهم في تطوير تكنولوجيا الفضاء وتحقيق اكتشافات جديدة تساهم في فهمنا العميق للكون وتوسيع حدود المعرفة، مختتما بقوله “أنا متشوق ومتلهف للمستقبل المثير وسوف أكون مستعدا للمشاركة في هذه المغامرة المثيرة إذا سنحت لي الظروف والفرص، وسأكون أول المشاركين”.