"جماليات فن الإخراج".. إضافة جوهرية لعلم المسرح وفنونه

| أسامة الماجد

يعد كتاب "جماليات فن الإخراج " من تأليف رائد المسرح البولندي زيجمونت هبنر من اهم الكتب التي سدت فراغا ماثلا في المكتبة العربية بعد ان قامت الهيئة المصرية للكتاب بترجمته الى اللغة العربية، خاصة فيما يتصل بالدراسات العلمية لفن الإخراج المسرحي.

يقع الكتاب في 295 من الحجم الكبير وينقسم الى تسعة فصول هي كالتالي:

الفصل الأول: مشكلات تعريف ظاهرة الإخراج. الفصل الثاني: لمحة تاريخية لفن الاخراج ومفهومه. الفصل الثالث : المخرج يقرأ النص الدرامي. الفصل الرابع : المخرج يقوم بتوزيع الأدوار. الفصل الخامس: المخرج يدير البروفة. الفصل السادس : المخرج يجلس في صالة المتفرجين. الفصل السابع : المخرج يقف خلف الكاميرا. الفصل الثامن : ايمكن تعليم حرفة الاخراج ؟. الفصل التاسع: على هامش المراجع.

وجاء في مقدمة الكتاب:

يعتبر اختيار هبنر لعنوان كتابه مدخلا جديدا ومنطقيا مع منهجه في البحث في الوقت ذاته ، فهو جديد لأنه لم يشأ أن يدرج في تأليفه مدرج المراجع التي سبقه بها رواد كثيرون ، فلا هو منظر شأن ستانسلافسكي ، ولا هو يريد أن يطرح منهجا جديدا شأن بريخت ، ولا هو أيضا يستهدف تجاوز جروتوفسكي أو بيتر بروك على طريق المسرح الحركي أو الشامل ، ولم يكن هدف هبنر أيضا أن يقدم في كتابه نسجا تاريخيا لنشأة وتطور علم الاخراج منذ اسكيلوس وحتى اليوم ، بالرغم من أنه يتعامل مع معطيات التاريخ في جل أبواب كتابه ، ولا أراد تقنين مهنة المخرج ووضع المعايير الفنية والاخلاقية التي تحكم علاقته بأضلاع العرض المسرحي ، بل انه لم يشأ أن يقصر كتابه على فرع الاخراج المسرحي ، بل تجاوزه الى الاخراج في كل وسائل التعبير ، من العرائس الى السينما الى التليفزيون والاذاعة ، يريد بذلك أن يطرح مفهوما شاملا لإبداع  المخرج  ، فالمخرج عنده ليس ذلك المتخصص الدقيق في فرع من فروع التعبير، بل هو المبدع  الذى يمتلك أدوات المهنة ويستطيع أن يتحاور ويتجادل مع الجماهير من خلال الفراغ المسرحي والكاميرا والميكروفون ، شريطة أن يتعرف على أدواتها وفلسفتها جميعا ، وأن يتخذ لكل وسيلة تعبير ما يتناسب معها ومع جماهيرها من منهج .

والحقيقة أن هبنر عندما يقرر هذه الحقيقة فانه يقر مبدأ قائما بالفعل ، ولكنه شديد الحرص في وضع الحدود والمعايير وسيرى القارئ أنه يطرح في هذا المجال تجارب الرواد الكبار الذين حققوا من النضج الانساني والفكري والفني حدا لا يقبل الجدل أو المناقشة عندما يختارون الوسيلة التي يحققون بها اتصالهم الجماهيري.

الكتاب وهذا على مستوى نقله إلى القارئ العربي ، يضيف إضافات جوهرية إلى علوم المسرح بوجه عام، وإلى علم الإخراج على وجه الخصوص، وبعد هذا وفوق هذا، إلى فلسفة الفن وجمالياته وعلوم الجمال والتذوق وتاريخ الفن.