ندعو لاعتماد هدنة في غزة وإنهاء الكارثة بوقف فوري لإطلاق النار

نيابة عن الملك المعظم... سمو ولي العهد رئيس الوزراء يشارك في “قمة الرياض غير العادية”

| الرياض - بنا

نتوجه‭ ‬بالامتنان‭ ‬العميق‭ ‬للسعودية‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬المخلصة‭ ‬ومواقفها‭ ‬الثابتة‭ ‬لنصرة‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين نطالب‭ ‬بتسوية‭ ‬عاجلة‭ ‬تمهد‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وسط‭ ‬اهتمام‭ ‬عالمي‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية مسار‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتبناه‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬والتقدم إنهاء‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤلمة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مرهون‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فورا نطالب‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬دولية‭ ‬لضمان‭ ‬حماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومتابعة‭ ‬المحتجزين‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬ نؤكد‭ ‬وقوفنا‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬كارثية‭ ‬تفوق‭ ‬التحمل التصعيد‭ ‬القائم‭ ‬يهدد‭ ‬جهود‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬كخيار‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنه‭ ‬للمنطقة

‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬شارك‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬وأولياء‭ ‬العهود،‭ ‬ورؤساء‭ ‬الحكومات،‭ ‬ورؤساء‭ ‬الوفود،‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬المنعقدة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الرياض‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وذلك‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬تلقاها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬من‭ ‬أخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لبحث‭ ‬آخر‭ ‬مستجدات‭ ‬وتطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والتي‭ ‬عقدت‭ ‬أمس‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭.‬

ونيابة‭ ‬عن‭  ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وجه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬كلمةً‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬هذا‭ ‬نصها‭:‬

“بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

أخي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو،

معالي‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬أبوالغيط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،

معالي‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬إبراهيم‭ ‬طه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،

الحضور‭ ‬الكرام،

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،

نلتقي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬المشتركة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاسلامي،‭ ‬مؤكدين‭ ‬وقوفنا‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬كارثية‭ ‬تفوق‭ ‬القدرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬التحمل،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبتصعيدٍ‭ ‬يتجاهل‭ ‬القرارات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬ويهدد‭ ‬جهود‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬كخيار‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنه‭ ‬للمنطقة‭ ‬ومستقبلها‭ ‬ولصالح‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬المؤسفة،‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بأن‭ ‬يتولى‭ ‬كافة‭ ‬مسؤولياته،‭ ‬لإنفاذ‭ ‬قراراته‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وبالمبادرة‭ ‬الفورية‭ ‬لاعتماد‭ ‬هدنة‭ ‬إنسانية‭ ‬تتوقف‭ ‬على‭ ‬إِثرها‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬والحصار‭ ‬لصالح‭ ‬الأبرياء،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري،‭ ‬مؤكدين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬إنهاء‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤلمة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مرهون‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فورا‭.‬

كما‭ ‬نطالب‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬دولية‭ ‬طارئة‭ ‬ومستقلة‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬القرارات‭ ‬المتخذة‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬الحماية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وبالتحقيق‭ ‬المحايد‭ ‬فيما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬متصاعد،‭ ‬ولمتابعة‭ ‬ملف‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الأسرى‭ ‬والمحتجزين،‭ ‬وبرصد‭ ‬وتحديد‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬الميدانية،‭ ‬تمهيداً‭ ‬لحشد‭ ‬الجهود‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬ما‭ ‬دمرته‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والفخامة‭ ‬والسمو،

لقد‭ ‬أثبت‭ ‬واقع‭ ‬التجربة‭ ‬بأن‭ ‬مسار‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬هو‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتبناه‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬والتقدم،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬التوجه‭ ‬المنطقي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ترتكز‭ ‬عليه‭ ‬مواقفنا‭ ‬الجماعية‭ ‬لمعالجة‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة،‭ ‬تطلعاً‭ ‬لعصر‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬ونظام‭ ‬إقليمي‭ ‬يرسخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭.‬

وبهذا‭ ‬الصدد،‭ ‬نجدد‭ ‬تأييدنا‭ ‬ودعمنا‭ ‬للحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬بإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وفقاً‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وطبقاً‭ ‬لقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬عبر‭ ‬استئناف‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬شاملة‭ ‬تعتمد‭ ‬سياسة‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬الإيجابي‭.‬

الحضور‭ ‬الكرام،

نتيجة‭ ‬لقساوة‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬أصبحت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منارةً‭ ‬للشرعية‭ ‬لفتت‭ ‬انتباه‭ ‬العالم‭ ‬بأكمله‭ ‬إليها‭ ‬وهذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬لمواقف‭ ‬دولية‭ ‬أكثر‭ ‬تضامناً‭ ‬حيال‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأكثر‭ ‬تنظيماً‭ ‬واندفاعاً‭ ‬نحو‭ ‬تسوية‭ ‬عاجلة‭ ‬تضع‭ ‬حداً‭ ‬للحرب‭ ‬والدمار،‭ ‬وتمهد‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬حيث‭ ‬تتمتعا‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والوئام،‭ ‬وبامتلاك‭ ‬أملاً‭ ‬جديداً‭ ‬لغد‭ ‬أفضل‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬لا‭ ‬يسعنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نتوجه‭ ‬بالامتنان‭ ‬العميق‭ ‬والتقدير‭ ‬الكبير‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬ومساندة‭ ‬أخي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبذله،‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الشدة‭ ‬والرخاء،‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬مخلصة‭ ‬ومواقف‭ ‬ثابتة،‭ ‬لنصرة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولإحلال‭ ‬السلام‭ ‬الشامل‭ ‬والعادل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

سائلين‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬أن‭ ‬يعيننا‭ ‬ويوفقنا‭ ‬جميعاً‭ ‬لخير‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ونصرة‭ ‬قضاياهم‭ ‬العادلة،‭ ‬والله‭ ‬ولي‭ ‬التوفيق‭.‬

والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،،

هذا‭ ‬وقد‭ ‬ناقشت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬المشتركة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬تطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬خياراً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬والسبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لجميع‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأهمية‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬كافة‭ ‬مسؤولياته‭ ‬بإنفاذ‭ ‬القرارات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومنها‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية”‭.‬