مصدر إلهام لكثيرين..

“السباحتان” قصة حقيقية للاجئتين من ساحات الحرب إلى الأولمبياد

| طارق البحار

THE SWIMMERS من وحي قصة حقيقية أذهلت العالم، شقيقتان صغيرتان في رحلة مروعة كلاجئتين من ساحات الحرب في سوريا إلى أولمبياد ريو 2016 في احداث رائعة لفيلم وثائقي مذهل.

يتحدث الفيلم الذي كان العرض العالمي الأول له بافتتاح مهرجان تورنتو السينمائي الدولي حديثا، عن قصة السوريتين يسرا وسارة، وتدور أحداثه حول قصة حقيقية لهاتين الشقيقتين اللتين انطلقتا في رحلة أصبحت مصدر إلهام لكثيرين، تحولتا بموجبها إلى لاجئتين بعد هروبهما من بلدهما سوريا التي دمرتها الحرب، إلا أن الحظ ابتسم لهما عندما شاركتا في أولمبياد ريو عام 2016.

ولعبت الممثلتان اللبنانيتان، منال وناتالي عيسى، وهما شقيقتان في الواقع، دور الشقيقتين يسرا وسارة مارديني في الفيلم الذي كتبته وأخرجته سالي الحسيني، وشاركت بكتابة السيناريو فيه مع إينولا هولمز والكاتب جاك ثورن.

وبرز اسم الشقيقتين مارديني في أثناء هجرتهما من تركيا إلى ألمانيا هربًا من سوريا، عام 2015، بعد أن تمكنتا من إنقاذ 20 مهاجرًا على متن قاربهم الذي أوشك على الغرق، وسبحت سارة مارديني إلى الشواطئ اليونانية وهي تسحب القارب مع شقيقتها مدة ثلاث ساعات. وحينها كان المهاجرون على وشك الغرق نتيجة تعطل محرك قاربهم المطاطي، في الرحلة بين تركيا وألمانيا، إلا أن الأختين أنقذتا الموقف.

وأخذتهما الرحلة إلى مقدونيا والمجر وأخيرًا إلى ألمانيا حيث جذبتا انتباه وسائل الإعلام.

في برلين، انضمت يسرا مارديني إلى نادي السباحة “Wasserfreunde Spandau 04” وشاركت في فريق اللاجئين الجديد الذي كان من المقرر أن ينافس في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو (2016)، وهي حاليًا سفيرة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

بعيد ذلك، اعتقلت الشرطة اليونانية السباحة السورية سارة مارديني، في 2017، في إطار حملة شنتها ضد موظفي إغاثة، تحت دعاوى تهريب مهاجرين إلى اليونان.

واتهمت الشرطة اليونانية سارة بالتعاون مع “المركز الدولي للاستجابة الطارئة”، وهي منظمة أهلية لمساعدة اللاجئين، بينما تواجه المنظمة تهمة “العمل مع مهربي البشر واستقبال اللاجئين القادمين من تركيا على جزيرة ليسبوس، بما يشجع على الهجرة غير القانونية”. آنذاك، نظم ناشطون ولاجئون سوريون في العاصمة الألمانية برلين اعتصامًا قرب السفارة اليونانية، من أجل الإفراج عنها.

كما أطلقوا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم “الحرية لسارة” و”الحرية للإنسانيين”، وتمت مشاركتها على نطاق واسع. وفي 2018، أفرجت السلطات اليونانية عن سارة مارديني، بعد أكثر من شهرين على اعتقالها.

الفيلم من بطولة ناتالي عيسى (يسرا) و منال عيسى (سارة)، ماتياس شفايغوفر (سيفن)، أحمد مالك (نزار)، جايمس كريشنا فلويد (عماد)، نائل تزيجاي (شادة)، كندة علوش (ميرفت) و علي سليمان (عزت)، ومن إخراج وكتابة سالي الحسيني، بمشاركة الكاتب المسرحي وكاتب السيناريو الحائز على عدة جوائز جاك ثورن، ومن إنتاج تيم بيفين، واريك فيلنر، وتيم كول، وعلي جعفر، بالإضافة إلى ستيفن دالدري، وكاثرين بومفريت، وتيلي كولسون كمنتجين منفذين.