د. ريشي حسن: «الشتاء» سبب رئيس لإصابة أصحاب البشرة الجافة بالإكزيما... فلماذا؟

| فاطمة عبدالله

أكد طبيب الجلدية بمستشفى الهلال د. ريشي حسن، أن فصل الشتاء يعتبر الفصل الأكثر تأثيرا على صحة البشرة، وكثيرا ما تعاني البشرة في الشتاء من مشكلات، من بينها الجفاف الذي قد يتفاقم نتيجة برودة الطقس، فيترك آثارا واضحة على الجلد، ويصنفها أطباء الجلد بأحد أنواع الأكزيما.

وأوضح: يعتقد البعض أن الإكزيما تزداد في فصل الصيف، إلا أنه في الواقع تزيد في الشتاء وبكثرة، خصوصًا بين الأطفال الذين يعانون من جفاف البشرة. وعن أسباب زيادة حدة الإكزيما، ذكر أن الشتاء هو من أهم الأسباب؛ إذ إن تغير الطقس يؤدي إلى احمرار الجلد، ما يصاحبه حكة شديدة، وهو ما يتسبب بظهور طفح جلدي على هيئة جفاف حاد وقشور، وهذا نتيجة برودة الطقس، ووسائل التدفئة، وارتداء ملابس كثيفة، والاستحمام بمياه ساخنة، وأغطية السرير. وأوضح أن تفاقم أعراض الإكزيما في فصل الشتاء يعود يكون نتيجة الهواء الجاف والتعرّض لحرارة التدفئة؛ التي يُمكن أن تزيد من جفاف البشرة، إضافة إلى عدم قدرة الجلد على الاحتفاظ برطوبته، ما يؤدي إلى جفاف البشرة. وأكد أن الإصابة ببعض الفيروسات التي تنتشر في فصل الشتاء قد تسبب أيضًا تفاقم الإكزيما، خصوصًا عند الأطفال. ولفت إلى أن الإكزيما حالة مزمنة من جفاف الجلد تسبب حكة واحمرارًا للبشرة، مبينًا أنها تصيب جميع الفئات العمرية، وغالبًا ما تظهر عند الأطفال والكبار الذين يعانون من البشرة الجافة، وعلى الرغم من أنها تنتشر بكثرة بين الأطفال، إلا أن جميع أصحاب البشرة الجافة معرضون للإصابة بالإكزيما. وقال: قد تتراوح شدة الإكزيما من بسيطة إلى شديدة، وتختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، إلا أن أكثر ما قد يشعر به المريض هو أن يكون الجلد جافًا وحساسًا، مع احمرار وتهيج الجلد، حكة شديدة، تغير لون الجلد، ظهور بقع خشنة أو قشور على الجلد، وقد يصاب بتورم بعض المناطق، في حين تظهر جميع هذه الأعراض أو بعضها، وتختفي تمامًا بعد فترة. وأضاف: بسبب جفاف الجلد وبرودة الطقس، قد يبدأ المصاب بالحكة بشكل متواصل، ما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية، أو تقشر الجلد والإصابة بنزيف، وعند الأطفال قد تحدث مشكلات النوم بالاستيقاظ المتكرر بسبب الحكة. وتابع: تعتبر الحكة أمرا مزعجا لمرضى الإكزيما، ويمكن التخفيف منها عبر ارتداء الملابس القطنية؛ لأنها تساعد على دخول الهواء إلى الجلد، مع ضرورة تجنب الأقمشة الاصطناعية والصوف، اللذين يهيجان الجلد، وغسل الملابس الجديدة الملونة قبل ارتدائها، والحرص على قص الأظفار وترطيب الجلد باستمرار، أما الأطفال فمن الأفضل تغطية اليدين بالقفازات القطنية. وشدد على أنه مع تقلب الطقس وانخفاض درجة الحرارة فإنه من الضروري تجنب استخدام أي صابون أو غسول للجسم على البشرة أثناء الاستحمام، إذ يمكن فقط الغسل بالماء العادي، مع تجنب الاستحمام لمدة تزيد عن 5 دقائق، كما أنه يجب الاستحمام بماء فاتر وتجنب كل روتين الاستحمام الممتع أثناء فصل الشتاء. وقال: من الضروري ترطيب البشرة بانتظام باستخدام الكريمات المرطبة، إذ يمكن استخدام المرطبات ومستحضرات الجسم على البشرة لمنع انتشار الإكزيما، كما يمكن دهن غسول الجسم على الجلد من 2 إلى 3 مرات في اليوم إذا لزم الأمر. وتابع: يُعد الإكثار من شرب الماء بما يعادل 8 أكواب يوميا من الأمور الضرورية لمساعدة الجلد على الحفاظ على رطوبته من الداخل؛ وبالتالي يُخفف من أعراض الإكزيما خصوصًا عند الأطفال. وأضاف: يمكن للأحماض الدهنية (أوميجا 3) أن تساعد أيضًا في التخفيف من الإكزيما في فصل الشتاء، لذا يمكن تضمين أوميجا 3 في النظام الغذائي عن طريق تناول مزيد من الجوز، سمك السلمون، بذور الكتان، بذور الشيا، فول الصويا، السردين، الماكريل، وغيرها. وفي الختام، أكد د. ريشي أن الإكزيما من المشكلات الجلدية المزمنة، أي أنها يمكن أن تختفي وتعود بشكل غير متوقع، ولكن مع اتباع الخطة العلاجية المناسبة يمكن تخفيف الأعراض والحد من ظهورها قدر الإمكان، ويمكن للإنسان أن يتجنبها قبل فصل الشتاء، عبر الترطيب المستمر والعناية بالبشرة، والحرص على شرب الماء بكثرة قبل دخول الشتاء؛ تفاديًا لحدوث الإكزيما في هذا الفصل.