تشارك في الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي..

مسرحية " زغنبوت" ..عملا سيمفونيا متقنا يناطح الكمال

| أسامة الماجد

تشارك مسرحية" زغنبوت " من تأليف الكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبدالله، وإخراج الفنان محمد العامري في الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في بغداد من 10 – 18 يناير القادم، في مسار التنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقد سبق للمسرحية أن حققت عدة جوائز في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي ، وكذلك في أيام الشارقة المسرحية.

المسرحية تنتمي من قريب او بعيد الى وجداننا الشعبي الأصيل وتستلهم من تراثه أساليب جديدة للتعبير، وفي تقديري انها تحتوي على مضمون ذي هدف ثوري فضلا على انها تدعو الى تحطيم أي جدار يعوق الانسان عن الازدهار والانطلاق.

ما يميز الكاتب إسماعيل عبدالله هو استلهامه من تراثنا الشعبي شكل الملحمة، فجاءت مسرحية " زغنبوت" اقرب ما تكون الى الملاحم الشعبية التي تحكي قصة كفاح شعب ضد الطامعين.

والبطل عند كاتبنا إسماعيل عبدالله له شكل مغاير ، فالبطل المسرحي ليس كما وصفه ارسطو، بطلا ذا مواصفات ثابتة، انه شيء غير ثابت الخصائص، وخصائصه دائما مستمدة ليس مما يريد الكاتب قوله، ولكن من المناخ النفسي الذي يعيش فيه جمهور المسرح، فالجمهور أحيانا يطلب بطلا يقوم بأعمال خارقة شجاعة، حين يكون هذا الجمهور في حالة يأس ، واحيانا يكون الجمهور في حالة غرور وثقة بالنفس ، يصبح في حاجة الى بطل ساخر لاذع يرده الى صوابه. فالبطل وسيلة فنية يستحضرها الكاتب بمواصفات خاصة.

بعد مشاهدتي لمسرحية " زغنبوت" يمكنني القول انها عملا سيمفونيا متقنا يناطح الكمال وجُند لها مسرح الشارقة الوطني من اجل هذه الغاية كل ما اوتيه من خبرة وبراعة في التقنية، انها ليست ذلك العمل الذي يفيض عن النفس في ساعات الصفاء كما يشع النور من اللهيب المتوقد، وانما هي عمل متعمد ينتصب فيه عنصر القصد شامخا فارضا نفسه بقوة...مسرحية تتألق وتتوهج في الفكرة وفي الشعور وفي المشهد.

واخراجيا، فالعامري يمتلك رؤية اخراجية تختلف جذريا عن بقية التجارب المألوفة في الساحة، وبوسعه ان يشكل كل شيء على الخشبة وفق إرادة الخلق الكامنة فيه. العامري ابداع واصالة في النظرية الشاملة للجمالية المسرحية.