أبوظبي للغة العربية يُطلق الأعمال الكاملة لعدد من أبرز شعراء برنامج "الكلمة المغناة"

احتفاءً بالنجاح الكبير الذي حققه برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة" الذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية للعام الثاني على التوالي ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2023، أعلن المركز عن إطلاق الأعمال الشعرية الكاملة لمجموعة من كبار شعراء الشعر الشعبي في مدينة العين ممن زينت أعمالهم أمسيات البرنامج الذي شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً من محبي وعشاق الشعر الشعبي المغنى. وتتضمن مجموعة الشعراء الذين سيتم العمل على إطلاق مجموعاتهم الشاعر عوض بن السبع الكتبي، والشاعرة هند سعيد الظاهري الملقبة بـ "أنغام الخلود"، والشاعر خلفان بن نعمان الكعبي، وذلك بهدف تسليط الضوء على إصداراتهم وأعمالهم الشعرية المتميزة التي شكلت محطات مضيئة في مسيرة الموروث الشعري والغنائي بدولة الإمارات وامتعت الجمهور بأعذب الكلمات وعميق المعاني. وكان برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة" قد شكل تظاهرة ثقافية حقيقية يحتفي عبرها مهرجان العين للكتاب بإحياء سيرة نخبة من شعراء الكلمة المغناة في أمسيات غنية بالشعر والموسيقى والأصوات العذبة، بحضور وتفاعل جماهيري واسع من مختلف الفئات والأعمار، حمل أرقى وأبلغ معاني التكريم لرموز ومبدعي الشعر النبطي، الذي يشكل وعاءً حاملاً لتراث المجتمع وحضارته ولغته العربية الأصيلة. وحول الموضوع، قال سعادة سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي للمركز:" لقد أثمر النجاح الكبير لـ "برنامج ليالي الشعر: الكلمة المغناة" هذا العام عن إطلاق الأعمال الكاملة لثلاثة من أهم شعراء مدينة العين، للاحتفاء بإصداراتهم الثقافية الغنية، وليتحول البرنامج بحد ذاته إلى مهرجان احتفالي حقيقي من ناحية الحضور والتفاعل، ويؤكد شعبية الشعر الشعبي وإقبال الجمهور المحلي على الكلمة الراقية، واحتضانه الوجداني لتراثه ولغته، رغم كل ما تفرضه العولمة من تأثير وتغيير في أذواق الجمهور". وأوضح سعادته:" إن الكلمة المغناة نجحت في الوصول إلى قلوب وعقول الشباب، لما تحمله من أثر في الوجدان والنفوس، ونجحت في تحقيق الهدف الأساسي للمركز لتعزيز وإحياء اللغة العربية من خلال الارتقاء بالذائقة الفنية للشباب، والالتقاء الثقافي مجدداً مع الأغاني صاحبة التعبير البلاغي المميز للهجة الإماراتية، فقد أعادت الكلمة المغناة للأغنية الإماراتية طابعها الخاص لاسيما المفردات الأصيلة الضاربة جذورها في العربية الفصيحة". وكان برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة" قد قدم قصائد نخبة من الشعراء من مدينة العين وخارجها، وسلط الضوء على إرثهم الغني بمجال الشعر المغنى عبر أمسيات متنوعة، كرمت جهودهم وثمارهم الأدبية وما تركوه للأجيال من تراث حضاري غني، بالطريقة التي تليق بهم. وشهد قصر المويجعي أحد أهم المعالم التراثية في مدينة العين والمنطقة، ليالٍ شعرية على أثر الشعراء، تمزج بين فَنَّي الإلقاء والغناء. ومن بين أبرز الأمسيات التي احتضنتها هذه الاحتفالية الإبداعية: "ليلة الشاعر كميدش بن نعمان الكعبي" وتحمل عنوان "لا تهين ولا تجبر "، التي تأتي في سياق الاحتفاء بسيرة الشاعر ومآثره، إذ يعتبر أحد أبرز الأصوات في ميدان الشعر النبطي على صعيد مدينة العين وإمارة أبوظبي. واحتفاءً بأحد أبرز الأصوات النسائية في مضمار الشعر النبطي، استضافت الفعّاليات "ليلة الشاعرة أنغام الخلود" تحت عنوان" "وصار من يوطى تراب العين غالي"، وهي أمسية تستعرض سيرة الشاعرة هند بنت هلال الظاهري، المعروفة بأنغام الخلود ابنة مدينة العين، والتي تنحدر من أسرة شعراء، أبدعت في مجال الشعر النبطي واشتُهرت في الساحة الشعرية والغنائية. كما احتفت الليلة الثالثة من برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة"، بالشاعر الإماراتي عوض بن السبع الكتبي، وهو من أهم شعراء مدينة العين الذين أثروا الساحة الأدبية عبر قصائدهم التي تركت بصماتها في ذاكرة الأجيال، حيث ألقى الشاعر عدداً من قصائده، ذاكراً نقاطاً ومفاصل ملهمة في حياته الشعرية، حيث بدأ كتابة الشعر مبكّراً في سن الثانية عشرة من عمره. وكانت المرحلة من العام 1967 إلى 1969 هي الأكثر شغفاً، وفيها أنتج العديد من القصائد بعد انتقاله من منطقة المويجعي إلى جزيرة "داس"، التي تقع شمال غرب العاصمة الإماراتية أبوظبي. وشهد قصر المويجعي، تكريم الشاعر خلفان بن نعمان الكعبي، خلال أمسية جميلة من "ليالي الشعر: الكلمة المغناة"، تناولت مسيرة الشاعر الإماراتي، تحدث خلالها الشاعر عن تجربته الشعرية التي بدأت منذ طفولته، مشيرًا إلى أنه بدأ بكتابة الشعر بإشراف والده وعمه كميدش حيث فاز بالمركز الأول في المسابقة الشعرية على مستوى مدارس الثقافة العسكرية عام 1981. ومن المعروف عن الشاعر الكعبي، تميز قصائده بالبلاغة، وتقديمه العديد من المصطلحات والمفردات الحديثة في القصيدة المحلية مثل كلمة الواتساب واللابتوب والشاشة وكلمات مثل: "تشيّك" و"اكشخ" التي وثقها في أشعاره. وتعد الشاعرة "مطلع الشمس" واحدة من أبرز الشاعرات التي أضاءت الكلمة المغناة على مسيرتها الغنية والمؤثرة، خلال أمسية حملت عنوان "ساكنة في العين روياكم" المستمدّ من قصيدة "الهوى ما طاب" للشاعرة التي تميزت بقصائدها الغزيرة التي نسجت فيها الوجدانية بنكهة وطنية بحب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي عرضتها الأمسية ضمن توليفة مميّزة في قصائدها التي انتشرت وحفظت في قلوب وعقول متذوّقي الشعر ليس فقط في دولة الإمارات، بل على مستوى الخليج والوطن العربي. كما أطلّ الشاعر الإماراتي محمد راشد الشامسي، بشكل استثنائي على جمهوره، عبر رسالة صوتية ضمن أمسية خاصة بالشعراء الفائزين بجائزة "كنز الجيل"، عبر فيها لجمهوره عن شوقه للتواجد معهم. واختتم قصر المويجعي فعاليات برنامج "ليالي الشعر، الكلمة المغناة" بأمسية ساحرة لشعراء المليون، تألق خلالها الشاعر الإماراتي حمد سعيد البلوشي بإلقاء عدد من قصائده الشهيرة، التي أمتعت الحضور ونقلتهم إلى أجواء رائعة، لا سيما مع غنائها بصوت الفنان الإماراتي محمد الماسي. وتطرق البلوشي للحديث عن علاقته بالشعر والتي بدأت منذ نعومة أظفاره، حيث كان يستمع إلى الشعر ويحفظه منذ كان في الحادية عشرة من عمره، قبل أن يلج إلى عالم الشعر ويبدأ بنظم القصائد المختلفة، التي تنوعت بين القصائد الوطنية وقصائد الغزل. -