سينمي التجارة البينية ويفتح فرص عمل واستثمارية للبلدين الشقيقين

جسر البحرين-قطر... رؤية استراتيجية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البحرين وقطر

| عمر الكعابنة

جعفري: سيسهم في دعم الاقتصاد البحريني عايش: سيكون له أثر إيجابي على الاستثمارات القطرية في المملكة العبيدلي: ينبغي للجميع الترحيب بهذا المشروع الواعد 

عاد مشروع "جسر المحبة" الذي سيربط بين مملكة البحرين ودولة قطر إلى الواجهة من جديد، والذي يعتبر خطوة استراتيجية ذات أثر كبير على الاقتصادات القطرية والبحرينية في حال تنفيذه. ويتوقع أن يفتح هذا الجسر آفاقًا واسعة لتحسين التواصل اللوجستي والتجاري بين البلدين، مما يعزز فرص الاستثمار، ويشجع على تنويع الاقتصاد، ويسهم في تعزيز نمو القطاعات المختلفة. 

تلك الآثار المتوقعة قد تلعب دورًا حيويًا في تعزيز النشاط الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، مما يجسد فرصًا واعدة للتعاون الثنائي وتعزيز ارتباط الاقتصادات بشكل عام.

أكد الخبير الاقتصادي أكبر جعفري في حديثه لـ "البلاد" أهمية مشروع الجسر الذي يربط بين البحرين وقطر، حيث أعرب عن تفاؤله إزاء بدئه قريبًا، مشيرًا إلى استكمال الرسومات والبرامج الأساسية. وقد قارن الأثر المحتمل له بتأثير جسر الملك فهد على البحرين.

وألقى جعفري نظرة على تجربة جسر الملك فهد، حيث أشار إلى التغيرات الكبيرة التي طرأت على الاقتصاد البحريني بسبب وجود الجسر والتأثيرات الإيجابية التي شملت تحسين الاقتصاد، والتغيير في البنية التجارية، والتطور في القطاع السياحي.

وعن توقعاته للمشروع، أكد أن جسر المحبة سيسهم في زيادة انسيابية المواصلات بدرجة واحدة، مما سيؤدي إلى تحسين الاقتصاد بمقدار ثلاث درجات. 

وأشار إلى العوامل الاجتماعية بين البلدين، حيث شدد على التداخل الكبير بين سكان البحرين وقطر وأثر ذلك على الوضع السياحي في البحرين بالذات؛ لأن المملكة منذ الأزل يتم التوجه لها وليس العكس، الأمر الذي يساهم في القطاع السياحي. 

وفي السياق ذاته، بين أن افتتاح الجسر وتفعيله سيكون له أثر إيجابي على الخط الموازي لطريق الحرير؛ وذلك بسبب امتداد الجسر من البحرين إلى قطر ثم الإمارات وعمان وشرق آسيا، متوقعاً أن يتغير هيكل الاقتصاد البحريني بشكل جذري، على غرار ما حدث مع جسر الملك فهد.

وفيما يتعلق بالأمان، أكد أن سلاسة المواصلات تعزز الضمان الأمني خليجيًا، وشدد على أهمية ربط البحرين بشكل وثيق مع دول الخليج، خاصةً أنها الدولة الوحيدة التي تعتبر جزيرة بنسبة 100 %.

من ناحيته، أكد الخبير الاقتصادي عمر العبيدلي أنه ينبغي لجميع الأطراف الترحيب بهذا المشروع الواعد، الذي سيقدم فوائد على الأبعاد كافة. 

فعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أنه سينمي التجارة البينية، ويفتح فرص عمل واستثمارية للطرفين، كما أنه سيعزز الأمن الغذائي من خلال توفير منفذ بري جديد للطرفين. 

وعلى الصعيدين الاجتماعي والثقافي، أكد العبيدلي أن مشروع الجسر سيعزز الترابط بين الشعبين الشقيقين، إذ توجد علاقات أسرية كثيرة بين شعبي الدولتين، وصداقات شخصية، وشراكات تجارية.

من جانبه، بين المحلل الاقتصادي حسام عايش أن مشروع جسر المحبة الرابط بين البحرين وقطر، سيكون له تأثير اقتصادي مهم وسيسمح بتوسيع الأسواق، وستتاح فرص لتبادل الأنشطة الاقتصادية بين البلدين، وربما يكون له تأثير إيجابي على الاستثمارات المتبادلة خاصة الاستثمارات القطرية في البحرين.

وزاد، أنه سيعيد تنشيط الحركة الاقتصادية والترفيهية والفندقية، بالإضافة إلى ذلك، قد يفتح المجال للاستثمارات في مجال العقارات والمشاريع المشتركة الأخرى.

وأشار عايش إلى أنه عند بدء إنشاء هذا الجسر، سيحتاج لبنية تحتية استثمارية تفتح آفاقًا لفرص عمل إضافية في البلدين. وبالتالي، ستكون المكاسب الاقتصادية بينهما، وسيكون الربط بين الدول الخليجية أكثر اندماجاً من خلال الربط البري والربط البحري كما يُخطط له، وسيولد المشروع نفسه علاقات اقتصادية واستثمارية وسياحية وعائلية أفضل بين البلدين.

وتابع، أن الجسر سيشكل جزءًا من المنظومة الخليجية للنقل بأشكاله المختلفة، وبالتالي، سيكون له عائد إيجابي على العلاقات الاقتصادية بين البلدين ودول الخليج الأخرى، وقد يفتح الباب أيضًا لمشاريع أخرى تربط دول الخليج خارج الجغرافيا المعتادة حاليًا، من خلال الجسور التي تمتد فوق المياه الخليجية العربية.

يذكر أن جسر المحبة هو مشروع لبناء جسر يربط مملكة البحرين بدولة قطر، كُشف عنه للمرة الأولى في عام 1999م، صُمم أصلاً للسماح للبواخر التي يبلغ ارتفاعها 40 متراً للمرور من تحت الجسر في خط بحري واسع يبلغ 400 متر.  

ويبلغ الطول الإجمالي للجسر 40 كيلومتراً، وسيكون أطول جسر بحري في العالم عند اكتماله، وسيتكون الجسر من جزأين، الجزء الأول سيكون جسرًا بحريًا بطول 25 كيلومترًا، والجزء الثاني سيكون طريقًا بريًا بطول 15 كيلومترًا.