الالتزام بمعايير "الأيوفي" التي مقرها المنامة متطلب أساسي

تقرير جديد لـ"فيتش" يؤكد مكانة البحرين العالمية في الصيرفة الإسلامية

| علي الفردان

أظهر تقرير جديد أصدرته وكالة التنصيف العالمية "فيتش" مكانة البحرين العالمية في الصيرفة الإسلامية على مستوى العالم، حيث باتت المنامة مصدرا مهما لتنظيم وإصدار المعايير الخاصة بالعمل المالي الإسلامي، مؤكداً أن المعايير التي تصدرها هيئة المحاسبة والمراجعة الإسلامية ومقرها المنامة، باتت تشكل أهمية كبيرة لنجاح الإصدارات العالمية من أدوات الدين المتوافقة مع الشريعة والمعروفة بـ "الصكوك".

وبحسب تقرير الوكالة التي تعد إحدى أهم ثلاث وكالات تصنيف عالمية، أن معظم مصدري الصكوك بالدولار الأمريكي يواصلون تكييف وثائقهم لتتوافق مع معايير الشريعة الإسلامية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI). علاوة على ذلك، فإن الصكوك غير المتوافقة مع هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية قد تواجه انخفاض الطلب وفي سيولة السوق الثانوية، حيث إن البنوك الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة مقيدة من الاستثمار فيها، وهذا يضيف إلى السيولة المنخفضة بالفعل في أسواق الصكوك؛ بسبب استراتيجيات الشراء والاحتفاظ التي يتبعها المستثمرون الإسلاميون، ومحدودية العرض. 

وقالت الوكالة إن نهجها في تقييم تأثير معايير "أيوفي" يتم بشكل عام على أساس كل حالة على حدة، حيث يختلف التنفيذ الفعلي للمعايير وتفسيرها بشكل كبير بين الجهات التنظيمية والمؤسسات، مشيرة إلى أن الشروط الواردة في وثائق الصكوك المرتبطة بالامتثال لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) استقرت بشكل متزايد في العامين الماضيين.

وبينت أن الشروط تم إضافتها من قبل الجهات المصدرة؛ لاستيعاب البنوك الإسلامية التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، والتي تعد من المستثمرين الرئيسيين للصكوك ومصدري ومنظمي الصكوك، والتي يجب أن تتوافق مع معايير الشريعة الإسلامية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI) بسبب اللوائح المحلية. 

وقالت إن هناك عددا من مؤشرات الصكوك والصناديق التي تستبعد الصكوك إذا كانت غير متوافقة مع معايير الشريعة الإسلامية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI)، مبينة أن تباطؤ إصدار الصكوك العالمية في أكتوبر 2023 سببه زيادة التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتأثير غير المباشر على معنويات أسواق رأس المال وتسعيرها.

ومع ذلك، فإن الإصدارات تنتعش بقوة في نوفمبر، كما هو متوقع، مع عدد من الإصدارات القياسية من الجهات السيادية والبنوك، وأن إصدار الصكوك بالدولار الأمريكي لعام 2023 في طريقه لتجاوز عام 2022 بسبب احتياجات التمويل لدى المصدرين واستراتيجيات التنويع، مشيرة إلى أن توحيد الصكوك يواجه عوائق بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك الاختلافات في تفسير الشريعة عبر الأسواق، وإصدارها يستغرق وقتًا أطول من إصدار السندات، ومع ذلك، يمكن أن يكون الإصدار أسرع إذا تم إنشاء برنامج للصكوك.

يشار إلى أن "أيوفي" هي إحدى أبرز المنظمات الدولية غير الربحية الداعمة للمؤسسات المالية الإسلامية، تأسست عام 1991م ومقرها الرئيس مملكة البحرين، ولها منجزات مهنية بالغة الأثر على رأسها إصدار 100 معيار حتى الآن في مجالات المحاسبة والمراجعة وأخلاقيات العمل والحوكمة بالإضافة إلى المعايير الشرعية التي اعتمدتها البنوك المركزية والسلطات المالية في مجموعة من الدول باعتبارها إلزامية أو إرشادية.

وتحظى بدعم عدد من المؤسسات الأعضاء، من بينها المصارف المركزية والسلطات الرقابية والمؤسسات المالية وشركات المحاسبة والتدقيق والمكاتب القانونية من أكثر من 45 دولة، وتطبِّق معايير الهيئة حالياً المؤسسات المالية الإسلامية الرائدة في مختلف أنحاء العالم، والتي وفرت درجة متقدمة من التجانس للممارسات المالية الإسلامية على مستوى العالم.