ما علاقة التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق ضد غزة بملف تبادل الأسرى؟

عزا الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة تكثيف القوات الإسرائيلية من ضرباتها الجوية في قطاع غزة للصعوبات الكبيرة التي يشهدها ملف المفاوضات حول ملف الأسرى والهدنة بين حماس واسرائيل.

وقال سوالمة أن تصاعد العمليات العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة كان عكس التوقعات نظرا للضغط الذي يشنه حراك عائلات المحتجزين الاسرائيليين داخل غزة على حكومة نتنياهو.

واعتبر سوالمة أن سلوك الجيش الاسرائيلي منذ انهيار الهدنة الأولى يعكس بشكل أساسي صعوبة التوصل لاتفاق مع حماس في ظل مطالب الحركة بالوقف الفوري والشامل لاطلاق النار قبل الحديث عن إتمام صفقة تبادل أسرى الأمر الذي ترفضه تل أبيب.

وكثف الجيش الاسرائيلي نهاية الأسبوع من عملياته العسكرية شمال قطاع غزة ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين وسط مخاوف من أن تنتقل دائرة الدمار لتشمل وسط وجنوب القطاع.

وحذر سوالمة من أن أي تصلب من جانب حماس في ملف المفاوضات قد يخدم الأجندة الإسرائيلية على المستوى الدولي حيث تسعى إسرائيل لاستغلال مطالب حماس -التي تصفها بغير المقبولة- لكسب شرعية دولية لعملياتها العسكرية المتواصلة في غزة.

ورشح سوالمة أن يزيد اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري من صعوبة دور الوسطاء لوقف الحرب الدموية الجارية في القطاع والتوصل لهدنة طويلة الأمد.

وكانت "نيويورك تايمز" قد كشفت هذا الأسبوع نقلا عن مصدر أمريكي مطلع، أن عملية اغتيال العاروري لن تكون آخر العمليات التي ستنفذها إسرائيل ضد قادة حماس.

وبحسب النيويورك تايمز فأن إسرائيل تخطط لمواصلة استهداف قادة حماس في الخارج ما لم يتم التوصل لاتفاق عبر الوسطاء.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن اسرائيل حربا دموية داخل قطاع غزة، أسفرت حتى اللحظة عن مقتل أكثر من 22 ألف فلسطينيا" معظمهم أطفال ونساء، ودمارا جزء هام من البنية التحتية للقطاع وخاصة في الشمال" الا جانب تهجير أكثر من مليوني غزي من منازلهم، وفقا للسلطات المحلية في القطاع.

وأسفرت ضربة نفذتها مسيرة اسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية لاغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري مساء الثلاثاء.

ووفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام ، فان "الانفجار الذي استهدف مكتبا لحماس في المشرفية أدى إلى سقوط 4 شهداء وعدد من الإصابات".

من جانبها، أكدت حركة حماس "اغتيال" العاروري مع اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس.

 وقال تلفزيون الأقصى في بيان عاجل: "استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري في غارة صهيونية غادرة في بيروت مع اثنين من قادة القسام في بيروت".

واعتبر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن اغتيال العاروري "عمل إرهابي مكتمل الأركان" وانتهاك لسيادة لبنان وتوسيع للأعمال العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. 

بدوره فقد أكد قال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد "لكل السيناريوهات" بعد مقتل صالح العاروري دون تأكيد مسؤوليته عن الضربة الجوية.

وقال الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي "الجيش في حالة تأهب دفاعا وهجومانحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات" بدون التعليق بشكل مباشر على مقتل العاروري.