تفاصيل مرعبة يرويها عم طفل سوري تعرض لتعذيب "وحشي" بتركيا

أثارت حالة الاعتداء على الطفل السوري أحمد زينب في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا من قبل 4 شبان أتراك حالة استياء واسعة دفعت السلطات التركية للتدخل وإلقاء القبض على اثنين من المعتدين، وفرار الاثنين الآخرين دون القبض عليهما حتى اللحظة.

القضية انتشرت بسرعة، وسارعت منظمات تركية وسورية لإدانة الحادثة البشعة، التي تعرض لها الطفل السوري ذو الرابعة عشرة من العمر، حيث تلقى أسوء أنواع التعذيب لدرجة أن الأطباء الأتراك الذين يشرفون على علاجه أكدوا لعائلته أنهم لم يشاهدوا طفلاً تعرض لمثل هذا التعذيب من قبل.

عم أحمد ويدعى حسن زينب، وهو الذي رافقه من لحظة العثور عليه بعد اختطافه، تحدث لـ"العربية.نت" عن هول ما جرى، وكشف تفاصيل مروعة تعرض لها ابن أخيه على يد الشبان الأتراك الذين اختطفوه.

وقال حسن إنهم علموا باختفاء أحمد يوم الثلاثاء الماضي الساعة ٢:٣٠ ظهراً بواسطة أصدقائه الذين كان يلعب معهم بالمدرسة، حيث أبلغوهم أن أحمد تشاجر مع طفل تركي وقام بضربه، ثم جاء 4 أشخاص أبعدوه عن كاميرا المراقبة في المدرسة، وقاموا بضربه، ثم قاموا بلفه بغطاء قماشي، وأخذوه معهم بالسيارة.

يتابع حسن "بعد ما سمعنا الخبر ذهبنا للمدرسة، وطلبنا مراجعة كاميرات المراقبة لكنهم رفضوا، توجهنا فوراً للشرطة التي أحست بخطورة الموقف، فاتصلوا مباشرة بذوي الطفل التركي الذي تشاجر مع أحمد، حيث جاءت شقيقة الطفل التركي إلى المدرسة مصطحبة خالها مع أصدقائه الذين قاموا بخطفه وتعذيبه".

"خال الطفل التركي عندما اتصلت به الشرطة اعترف مباشرة بما فعله وقال إنه قام بلف أحمد بغطاء وهو ميت الآن ورميته في منطقة نائية" وفق حسن زينب الذي أضاف "أخذوه إلى منطقة خارج مدينة غازي عنتاب حيث هناك مساحات فارغة، عذبوه بحرق فمه، وحرق شعره وإجباره على أكل شعره المحروق، وتم تذويب مادة بفمه لا نعرف ما هي، إضافة للاعتداء عليه".

الشرطة بعد سماعها هذه الإفادة توجهت لتلك المنطقة ونقلوه لأحد المشافي، "ثم نقلناه بسيارتنا إلى مشفى آخر، حيث كانت حالته يرثى لها، ومازال يدخل بحالة عصبية سيئة لدى سماعه أي شخص يتحدث باللغة التركية، وحتى الآن لم يتعرف على عائلته" يضيف عم الطفل السوري.

تقرير الأطباء أظهر حالات سيئة من التعذيب تعرض لها أحمد، والتي كانت تظهر تباعاً، بدءاً من الاعتداء عليه، ثم اكتشاف تذويب أكياس بلاستيكية على لسانه، والشعر المحروق على شفتيه، وأسنانه ترققت بسبب المادة التي تم تذويبها بفمه، ويقول حسن زبيب للعربيةنت "الطبيبة التي عاينته تأثرت بشدة ولم تستطع معاينته بشكل دقيق نتيجة التعذيب الذي تعرض له".

وزار والي غازي عنتاب الطفل أحمد، وبعد زيارته نقله الأطباء إلى جناح العناية العصبية، و"أبلغتنا السلطات باعتقال شخصين من الأشخاص الأربعة الذين قاموا بخطفه وتعذيبه" يؤكد عم الطفل.

ولفت حسن زينب إلى أن السلطات أبلغتهم أن أحد الموقوفين لديه 3 سوابق جنائية، وفي اعترافات الموقوفين الاثنين قالا إن أحمد قام بالتعرض لقريبتهم وشتمها، لكن هذه التهمة غير صحيحة وما حصل أنه تشاجر مع صديقه التركي بالمدرسة، "ولو افترضنا أن ما قاله الموقوفان صحيح هذا لا يبرر حالة التعذيب والإجرام تجاه طفل يبلغ من العمر 14 عاماً، وأصدقاؤه بالمدرسة أكدوا أن أحمد تشاجر مع صديقه التركي فقط دون أن يتعرض أو يشتم أي فتاة".

وختم عم الطفل حديثه لـ"العربية.نت" بالقول إن "أحمد يتيم الأم منذ كان عمره سنتين، وهو يعمل أيضاً لمساعدة والده، لم يدخل بمشكلة قط قبل هذه الحادثة، يهوى لعب كرة القدم ويعشقها، وهذه القضية ليست قضية أحمد، نحن نطالب بالعدالة لأحمد حتى لا يتكرر هذا الحادث مع أي طفل سوري آخر".