كلنا فائزون بوجود الهيئة العربية للمسرح

| أسامة الماجد من بغداد

لقد أعطت الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي التي تختتم يوم غدا الخميس حياة جديدة للمسرح، وشاهدنا نظريات وتطبيقات فنية من مختلف البلدان، وتنظيم مؤتمر فكري لدعم مكانة المسرح ودوره الطبيعي في مجالات الفكر والفن، كيف لا والمسرح وسيلة للتفاهم وتعزيز السلام بين الشعوب.

على مدى تسعة أيام اشتعلت مسارح بغداد "الوطني، الرشيد، المنصور" بالحيوية والعطاء والخير والتدفق بالحيوية واستقطبت أوسع الاهتمام واكثف الاقبال، حيث حظيت كل العروض المسرحية بأعداد كبيرة من المشاهدين.

لكل مسرح رصيد معين، أسباب تثبت مكانته في قلوب الجمهور، تقتلعه من المنزل حيث الفضائيات وحيث الجلسة العائلية الهادئة ربما، وطوال أيام المهرجان كان المسرح هو لغة التخاطب اليومية في العاصمة الجميلة بغداد.

والرائع في المهرجان هو التنوع في العروض، بحيث جاء المهرجان ممثلا لاتجاهات مسرحية متنوعة تساعد دون شك على اثراء مفهوماتنا المسرحية، وبالطبع وكأي مشاهد اعجبت بعرض تميز بدفء الروح الإنسانية وكان اشبه بلوحة رقيقة متكاملة، او هدية فاخرة للجمهور، والكتاب الطليعيون وحدهم هم الذين احسوا بما وراء المسرحية من ثورة على القديم المستهلك في عالم المسرح ومحاولة ولا أروع في تقديم شيء جديد حتى وإن تحقق ذلك على أشلاء المسرح التقليدي.

وإذا تأملنا اخراج هذه المسرحية لعجبنا كيف استطاع المخرج – المؤلف أيضا – بمهارة فائقة ان يلقي الضوء على الحدث الذي يريده وكأن بيده الفانوس السحري.

وأقولها شخصياً، يندر أن نشاهد مسرحية جدية مبتكرة خارقة للمألوف كتلك المسرحية التي عرضت في أيام المهرجان الأولى!

عموما كل التجارب والاشكال المسرحية التي قدمها لنا المهرجان تستحق الشكر والاشادة، "وكلنا فائزون" بوجود الهيئة العربية للمسرح وسلطان الثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، حيث لا يتكامل الحديث عن المسرح العربي دون التطرق الى جهود سموه.