الكلمة السامية في القمة العربية الدورة 15 بشرم الشيخ في مصر - 1 مارس 2003

| فكرة وإعداد: سيدعلي المحافظة | أرشيف: علي هلال | تصميم: جاسم محمد | الدعم الفني: علي مزعل

بسم الله الرحمن الرحيم

القادة الأشقاء.. معالي الأمين العام.. الحضور الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد،،

فيسعدني أن أرحب بكم في هذا اللقاء العربي الذي تنادينا إليه، ووفقنا الله إلى عقده في ربوع الكنانة، وهو اللقاء الخامس عشر للقمة العربية والذي تنعقد عليه في هذه المرحلة أنيل تطلعات شعوبنا العربية في منعطف من تاريخها وتاريخ الإنسانية يحتاج توجيهه نحو طريق الخير إلى مسئولية البصيرة النيرة والقرار الحكيم.

وإذ يشرفني تسلم رئاسة القمة من فخامة الأخ الرئيس إميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، مقدرين له ما بذله من جهود بناءة، فإنه يطيب لي في الوقت ذاته أن أعرب عن الشكر والتقدير لفخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة لاستضافة هذه القمة والمشاركة الكريمة في التحضير لها، داعياً الله جلت قدرته أن يوفقنا جميعاً إلى خدمة أمتنا وتجديد مسيرتها في عالم تعمل مختلف منظوماته على تلبية آمال شعوبها في الحياة الحرة الكريمة بنهج الشفافية والتناصح والمصارحة المخلصة بين الجميع : قادة ومواطنين، وذلك ما يتطلب تجاوز الماضي، والانفتاح على المستقبل بروح العصر المواكبة عالمنا المتحرك والمنفتح على ثقافاته ومستجداته بلا تردد، ونحن على ثقة أن أقطارنا العربية متجهة بعزم إلى مزيد من إصلاح شئونها وحل مشكلاتها، وثقتنا في الله كبيرة بمستقبل هذه الأمة في سعيها الحثيث نحو إدراك الصلاح والفلاح بحول الله.

وإذ نجتمع اليوم من أجل العراق وفلسطين فلا بد من القول إن ما هو خير للعراق خير لأشقائه وجواره، وما يضرهم يضره، فالجميع في قارب واحد.

ويؤسفنا أن يصل تعقيد الوضع إلى ما وصل إليه، ولن نستطيع الخروج منه إلا بالعمل متكاتفين على تجنيب المنطقة خطر الحرب التي ستكون الثالثة، إن وقعت، خلال عقدين من الزمن على امتداد الخليج العربي، وذلك ما استنزف بلدان المنطقة بلا استثناء في العراق ذاته وفي الخليج الذي لا تكن شعوبه له غير المودة مثلها مثل بقية الشعوب العربية الشقيقة في نصرة القضايا العربية والالتزام بالتضامن العربي، ولا يخفى أن قلقنا على العراق كبير ولا بد من بقائه موحداً في كل الأحوال.

والدرس الذي لا بد منه اليوم للجميع هو إعطاء الأولوية لبرامج التنمية التي تحتاجها شعوبنا وتمثل وحدها ضمانة الاستقرار وتفادي نزف الحروب، آملين أن تؤدي مداولاتكم الجادة في هذه المواكبة العربية المخلصة والعاجلة للتطورات إلى تغليب الخيار الأسلم، وتجنيب المنطقة مواجهة أخرى لن تكون لصالح شعوبها، فتلك هي مسئوليتنا القومية جميعا في هذا الموقف التاريخي.

أما فلسطين - بعاصمتها القدس الشريف - فهي للفلسطينيين في كيان دولتهم الفلسطينية المستقلة التي لن يتأخر قيامها المشروع، بإذن الله، وذلك بتكثيف الجهد العربي، وتحرك المجتمع الدولي، وكم تمنينا لو تمكن الأخ ياسر عرفات من مشاركتنا هذه القمة، وإن كان حاضراً معنا بحكم وحدة الشعور، ويسعدنا أن نتمكن من الاستماع إلى كلمته المسجلة في هذا اليوم.

وحيث تحيط نذر الحرب والمواجهة بأرجاء المنطقة العربية، فإن التحدي الأكبر أمامنا أن نكسب حرب السلام، فالسلام هو التنمية، وهو بيئة التحرر والإصلاح والتقدم الحضاري المستحق لأمتنا مهما اعترضته من معوقات.

وكما أكدتم مرارا فالسلام هو خيارنا الاستراتيجي الذي توافقنا عليه، وذلك بالتحاور البناء والجهود الفعّالة مع مختلف القوى الدولية، فمعركة السلام بهذا المنظور هي معركة المستقبل، ولن يبدأ انتصارنا فيها إلا بالانتصار على النفس، ومن حسن الطالع أن تكون بيدنا مبادرة تاريخية كمبادرة صاحب السمو الملكي الأخ الكبير الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود التي اعتمدناها في قمة بيروت وتمثل في تقديرنا المنطلق الأفضل للتحرك العربي في هذا المنعطف.

وفقنا الله جميعاً، وأخذ بيدنا إلى سبيل الرشاد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.