الكلمة السامية في القمة العربية الدورة 21 بدولة قطر - 30 مارس 2009

| فكرة وإعداد: سيدعلي المحافظة | أرشيف: علي هلال | تصميم: جاسم محمد | الدعم الفني: علي مزعل

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله أمير دولة قطر الشقيقة، رئيس المؤتمر،،

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،،

معالي الأمين العام الجامعة الدول العربية،،

يطيب لي في مستهل كلمتي، يا صاحب السمو، ونحن نجتمع اليوم في رحاب دولة قطر الشقيقة في هذه القمة التاريخية، أن أتقدم لكم بخالص الشكر على ما لقيناه من حسن الضيافة وكرم الوفادة، مهنئًا أخي الكريم بتوليه رئاسة القمة العربية الحادية والعشرين، مثمنا الدور الفاعل والجهود البناءة لفخامة أخي الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة خلال فترة توليه رئاسة الدورة السابقة للقمة العربية، راجيا من المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير وصلاح ورخاء أمتنا العربية جمعاء.

ويسعدنا، بداية، أن نقدم لقادة الأمة وأشقائنا العرب كافة - باسمنا واسم شعبنا الوفي - شكرنا وتقديرنا لروعة التضامن مع البحرين، على امتداد تاريخ البحرين وحتى هذه اللحظة المباركة.

 

أيها القادة الأجلاء،،

إن أمتنا العربية، قد أكرمها الله بأجل رسالاته السماوية وكلفها حمل الأمانة العظمى من خلال قيم الإسلام النبيلة ومبادئه السامية، فحملت باقتدار رسالته الغراء التي جاء بها النبي العربي الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - إلى الناس كافة، وشيدت بشرف انتسابها إليه حضارة إنسانية فريدة في الرقي والشمول، فلا يسوغ لها أن تتخلى عن دورها المحوري الرائد، ولا أن تفرط في مكانتها التاريخية المجيدة، وتنتقل من ساحات الوحدة والتعاون والعمل إلى طرق التشتت والضياع والشقاق لذا فهي مدعوة اليوم لتلبي النداء وصوت التاريخ، لتنهض من جديد، وتعتصم بحبل الله، ولاتتفرق في عصر لا مكان فيه للضعفاء، وإن أمتنا العربية أمة سلام، والمبادرة العربية للسلام خير دليل على ذلك.

وما اجتماعنا اليوم، إلا تعبير وتجسيد لكل هذه المعاني السامية التي يسجلها تاريخنا العربي المجيد بتضحيات الآباء والأجداد، والتي ينبغي أن تؤدي ليس فقط إلى التقريب بين الفرقاء، بل أن تعيد لوجود الأمة المتحدة معناه الثابت الأصيل، بالمبادرة الجادة لحمل الأمانة.

وإذا كانت ثمة أمم في عالمنا المعاصر حققت التقدم العلمي والصناعي، فإن هذا التقدم لا ينبغي أن يحجب عن أعيننا ما نملكه من تراث عريق من القيم والمبادئ الحضارية التي تصنع كل تقدم ورقي ونماء.

فالمسألة أيها الإخوة لا تحتاج إلى مجرد تسويات محدودة، أو اتفاقات جانبية فحسب بل تحتاج قبل كل شيء إلى مراجعة شاملة وعميقة، ووقفه صادقة مع النفس تعيد الأمور إلى نصابها.

صاحب السمو، أيها الإخوة، لا شك أن التحديات التي تواجه أمتنا العربية كبيرة ومتلاحقة، لكننا نمتلك من المقومات والإمكانات الكامنة في مكنون حضارتنا، ما يجعلنا قادرين بوحدة شعوبنا، والتفافها حول قياداتها، على إحداث نقلة نوعية لإيجاد واقع جديد يمكننا من خلاله تجاوز كل المحن، بثقة وتفاؤل في مستقبل يجمع شمل أبناء أمتنا ويوحد كلمتنا، وإن التصميم على إعادة بناء العلاقات العربية، وفق أسس واقعية تصالحية، يعكس إرادة مخلصة للنهوض بالأمة العربية، ويُعزز وحدتنا، ويحقق آمال وتطلعات شعوبنا.

وختاما، يطيب لنا أن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا المعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومساعديه للجهد المتواصل، ولتفانيهم في الإعداد لهذه القمة، متمنياً لأعمال قمتنا التوفيق والنجاح، بإذن الله.

مرحباً بفخامة الرئيس أخي عمر البشير وداعياً الله أن تزول هذه المحنة، وستزول بإذن الله بالتفاف الشعب السوداني حول قيادته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.