أظهروهم مواطنين متخلفين ومصدرا للسخرية

الممثلون السود يهيمنون على إمبراطورية هوليوود العظيمة

| أسامة الماجد

لقد عاش الممثلون الزنوج في السينما الأميركية عزلة طويلة، وقللوا من شأنهم وحطوا من قدرهم، وعودة الى التاريخ نرى أن الزنوج في الأفلام الأميركية ظهروا مواطنين متخلفين، وكانوا مصدرا للسخرية، ومع هذا فإن الزنوج أنفسهم لم يظهروا على الشاشة، لأن شخصيات الزنوج كان يؤديها ممثلون من البيض بعد ان يطلوا وجوههم بالأسود ليضحك الجمهور على غبائهم، وكان الزنوج يظهرون في الأفلام إما ليكونوا محل سخرية او ليقوموا بدورهم كزنوج موالين للبيض يعرفون مكانهم الحقيقي، وفي سنة 1914 حاول بيرت وليام أن يكسر الحصار عن الفنانين الملونين فأخرج فيلما على نفقته قدم فيه بعض الممثلين من الزنوج ولكن هذا الفيلم تعرض لخسارة كبيرة وقوبل بثورة عنصرية في بروكلين ونيويورك وقاطعه البيض. بعد هذه المحاولة الفاشلة أخرج فنان موهوب هو د. و. جريفيث فيلما عن رواية "المواطن"، صور فيه حركة "المنظمات الأخوية" في الحقبة الأخيرة من القرن التاسع عشر كأنهم فرسان شجعان. وأكد الفيلم ضرورة انفصال السود عن البيض الذين يجب أن يكونوا هم وحدهم طبقة السادة الحكام، وقد قدم الفيلم بعد إنهائه باسم "مولد أمة"، ورحب به الرئيس ودرو ويلسن، في البيت الأبيض، وهو نفسه الذي سبق أن نادى بحقوق الملونين، وقد احتج كثيرون من أهالي الولايات الشمالية ضد هذا الفيلم واتهموه بأنه محاولة مقصودة لتحقير عشرة ملايين مواطن أميركي ملون، و منعت بعض الدور عرضه. ولمحاولة التخفيف والدفاع عن نفسه أضاف جريفيث مشهدا ختاميا يعانق فيه جندي أبيض زميله الجريح الملون. ومع مرور السنوات اثبت الممثلون الزنوج انهم قاعدة أساسية في ازدهار السينما الأميركية، وصعدوا المنصات وفازوا بالأوسكار منهم على سبيل المثال، الممثل الداهية دنزل واشنطن، والمثل الكبير مورغان فريمان، والممثل ويل سميث، والممثل فورست ويتكر، وجيمي فوكس، ومن قبلهم الممثل العبقري سيدني بواتييه وغيرهم من أصحاب الموهبة، من مخرجين وكتاب وممثلات ومنتجين وصناع أفلام. إذا نظر المرء الى التاريخ الأميركي، سيجد ان العنصرية تلفت الأنظار بشكل كبير، وكانت السينما جزءا في ذلك عبر عناوين مختلفة منها، السينما والحرية، والسينما والتاريخ، والسينما السوداء، وكان من حسن الحظ ان التقي خلال مشواري الصحافي والثقافي السينمائي بثلاثة من بعض الممثلين الكبار وهم داني كلوفر في مهرجان دبي السينمائي، و دينيس هايزبرت في مهرجان الخليج السينمائي، ونات باركر في مهرجان أبوظبي السينمائي، وعندما تكون برفقه هؤلاء تتنفس بصعوبة وتظل في حيرة من أمرك وتفكيرك يكون مشوش مضطرب. إنني اذكر هذه الحقائق عن الطريق الشاق الذي مشى فيه الممثل الزنجي في السينما الأميركي، لكني لا أقلل من أهمية الأفلام وإمبراطورية هوليوود العظيمة، وإنما لأضعها في المنظور التاريخي كما فعل الممثل الزنجي نفسه الذي أعاد كتابه ماضيه من اجل مستقبله، كما وجه المخرجون الجدد في السنوات الأخيرة افلامهم عن مدى صدق القيم الأميركية منهم المخرج سبايك لي