قلبه “المريض” خذله.. ليفارق الحياة بعد أيام من الواقعة

“المؤبد” للسارق بالإكراه والمتسبب بوفاة عامل البرادة

قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى يوم أمس بتطبيق عقوبة السجن المؤبد بحق رجل نظير اعتدائه على سلامة جسم عامل برادة، أثناء محاولة الأخير منعه من الخروج منها دون تسديد قيمة مشترياته، حيث أدى فعل الاعتداء لحدوث مضاعفات لدى المجني عليه في قلبه، أدت لوفاته بعد بضعه أيام من الحادثة. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها على المتهم إنها اطمأنت لصحة حدوث الواقعة وصحة إسنادها للمتهم بناءً على ما جاء من أقوال شهود الإثبات وتحريات الشرطة وإقرار المتهم بنفسه في تحقيقات النيابة العامة، إضافة إلى سائر الأدلة الأخرى، حيث إنه من المقرر في نص المادة 376 من قانون العقوبات أنه “يعاقب بالسجن على السرقة إذا وقعت بطريق الإكراه أو التهديد باستعمال سلاح، سواء كان الغرض منه الحصول على المسروق أو الاحتفاظ به أو الفرار به، وتكون العقوبة السجن المؤبد أو المؤقت إذا نشأ عن الإكراه جروح، وتكون العقوبة الإعدام أو السجن المؤبد إذا أفضى الإكراه إلى موت شخص”. وتشير تفاصيل الواقعة إلى أن المتهم (36 عاما) توجه بيوم الواقعة إلى “البرادة” الكائنة في الحي الذي يقطن فيه، والتي يعمل بها المجني عليه وشقيقه، وأخذ مجموعة منقولات منها من دون دفعه ثمنها، وعند محاولة المجني عليه منعه من أخذها دون سداد قيمتها أقدم المتهم على الاعتداء على سلامة جسمه بالضرب بأن سدد له لكمات عدة على فمه، وعلى إثرها سقط المجني عليه مغشيا عليه على الأرض، وتمكن المتهم بعدها بالفرار بالمنقولات التي بحوزته. وبعد الواقعة توجه شقيق المجني عليه إلى مالك “البرادة” وهو بحالة خوف وهلع وأخبره أن أخاه مغمًى عليه أمام مقر عمله، فتوجه مالك “البرادة” إلى المكان وأبصر المجني عليه على الأرض وفاقدا للوعي والدماء تسيل من فمه، وعلم من الموجودين أن المجني عليه تعرض لتعدي من قبل أحد الأشخاص الذين فروا من مكان الواقعة بعد أخذ مجموعة من المنقولات من المحل من دون دفع ثمنها بعد محاولة المجني عليه منعه من ذلك، وعليه تم طلب سيارة الإسعاف لنقل المجني عليه إلى المستشفى إلا أن المجني عليه توفي بعد بضعة أيام على الحادثة. وبعمل التحريات اللازمة عن الواقعة ومطالعة التصوير المرئي الخاص بإحدى المنازل المجاورة لمكان “البرادة” تبين صحة وقوع الحادثة، كما تمكنوا من معرفة هوية المتهم والقبض عليه، وثبت بتقرير الطبيب الشرعي أن المجني عليه كان يعاني من حالة مرضية مزمنة في القلب وأن الإصابات التي ألحقت به أدت إلى وفاته بعد حدوث انفعالات عدة وجهد زائد، والتي أثرت على قلبه وأدت لحدوث مضاعفات وتسببت بتوقفه. وأقر المتهم بتحقيقات النيابة العامة قيامه بالتعدي على سلامة جسم المجني عليه، كما تبين بدفتر المديونيات الخاص “بالبرادة” قيام المتهم بأخذ منقولات عدة وعدم دفع ثمنها، كما ثبت بالكشف الجنائي الخاص بالمتهم أنه من أصحاب الأسبقيات. كما كشف تقرير اللجنة الطبية الثلاثية المكلفة من المحكمة عن أن المتهم مسؤول عن تصرفاته وقت ارتكابه للواقعة.