روايات تتميز بالأفكار العاصفة ترافقها نكهة شعرية

الزميل أحمد جمعة..الروائي الذي يعمل على إنطاق الصمت

| البلاد: أسامة الماجد

قبل أيام زرت الكاتب والروائي القدير الزميل أحمد جمعة في منزله، وتبادلنا أطراف الحديث أو كما يقال " ثرثرة مثقفين" ووجدته يعيش تجارب حقيقية عميقة صادقة مع الرواية، مندفعا إلى الأمام محطما كل ما يواجهه من حواجز أو صعوبات. جوهر العبقرية يكمن دوما في انفعال فريد متقد، يتوهج داخل شخصية فريدة متقدة، تندفع دوما مع آلامها وأفراحها في مغامرة لا تحدها حدود، ولا تأبه بقاعدة، وزميلنا أحمد جمعة كذلك.

وجدته يشتغل على رواية جديدة وكأنه يعمل على إنطاق الصمت في أجواء تشبه الأساطير بكل الثيمات والنماذج، وأي رواية يكتبها تتحرك وفق حركة دائرية نهبط فيها إلى ظلام العالم السفلي ، لنعود من هناك إلى ضياء عالم سعيد والى بعض من رموز ذلك العالم.

روايات أحمد جمعة تعطي الذهن شيئا من الحيوية وتصفع الكثير من القناعات الروائية البالية التي ابتليت فيها الساحة العربية، ومن هنا فهي تحفز على البحث وتفجير كل الخصائص التي من شأنها أن تعزز رحلة البحث، لأن كاتبها احد طليعة كتّاب الرواية في الوطن العربي، وواحد من قلائل من كتابنا الذين تميزوا بصوت خاص في الرواية في مملكة البحرين بكل الألفاظ والعبارات.

ومن يتأمل في الأعمال الروائية التي حظيت بشهرة عربية واسعة والتي وضعت كاتبنا أحمد جمعة في مصاف الكّتاب الذين طبقت شهرتهم الآفاق، فإنه سوف يقع على حقيقة مفادها أنها ملازمة وتعكس أزمة الإنسان المعاصر على المستوى الفردي والجماعي، وتتميز بالأفكار المتمردة العاصفة والباحثة ترافقها نكهة شعرية تتحرك في عالم غريب بمقدار ماهو مدهش.

قرأت معظم روايات احمد جمعة ،  القرنفل التبريزي، يسرا البريطانية، حرب البنفسج، لص القمر، شاي مع ماريو فيتالي، رقصة أخيرة على قمر أزرق، بيضة القمر، الخراف الضالة، خريف العرش، شارع النحس، خريف الكرز، قمر باريسي، وغيرها، وحاليا أغوص بين أعماق روايته الأخيرة الغانية والبحر، ولن أكون مبالغا أن قلت إنها ضرورية ضرورة الخبز واللقمة للحياة بالنسبة للمهتمين والقراء وحتى الأدباء أنفسهم لأنها روايات تعطيهم الصورة الكلية لمعنى الإبداع.