أهمية الأخذ في الاعتبار الإزاحة الوظيفية جراء الذكاء الاصطناعي
| موفد “البلاد” من إيطاليا ندى فهد
قال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات التكنولوجيا في أوروبا، مارتن ناني، إنه يجب أن تكون جميع المنتجات، خصوصا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تتمحور حول الإنسان ويكون التركيز عليه بشكل أخلاقي وعادل.
ولفت خلال محاضرة بعنوان: “بناء ذكاء اصطناعي ذو معنى”، في معرض “we make future” في بولونيا الإيطالية إلى أن الأمر الذي يجهله الكثير من الناس هو أن العنصر المبرمج الذي يتم استخدامه، يوجد جزء كبير مهم، وهو فهم المستخدم وفهم الغرض الذي سيستخدمه المستخدم لهذا، وكيف سيحققه وكيف سيلبي احتياجاته.
وأشار إلى أنه قام بإنشاء تطبيق مع “نوفارتيس”، فريق كان يعمل في أبحاث الصدفية، موضحا أن “الصدفية هي حالة جلدية يتم تشخيصها بواسطة طبيب ينظر إلى بشرتك ويقول حسنًا، اليوم لديك تغطية بنسبة 32 % على جذعك وتغطية بنسبة 15 % على ذراعيك”.
وأضاف: “وضعنا معهم هذا التطبيق الذي يسمح لهم بالسماح للطبيب عندما يعالج مريضًا بالقياس بدقة شديدة نسبة الصدفية، فلا يقول الطبيب إن حوالي 35 ولكن يقول أن لديك 34.2 من جذعك مغطى بهذا وفي الأسبوع الماضي كان لديك 31.6 إذن أنت تعلم أننا بحاجة إلى القيام بشيء ما مع الدواء أو أن العلاج يعمل أيًا كان”. وذكر أن هذا بالنسبة له هو مثال واضح جدًا على أنها ليست أجهزة حاسوب وذكاء اصطناعي فحسب، بل هو شيء له تأثير فعلي ولا يقتصر على الأطباء فقط.
وأفاد أنه في الماضي كانت الترجمة على الإنترنت لا تفرق بين الذكر والأنثى فالجميع كان ذكر، ولكن اليوم تغير ذلك بشكل كبير.
وتابع: “مثال أخذته من حديث مايكل كلوسترمان عن الذكاء الاصطناعي وهو أشبه بالغباء الاصطناعي، حيث يوضح أنه بدون أي مخالفات دون أي محاولة من Google للأشخاص أو محاولة التقليل من شأن النساء أو أي شيء من هذا القبيل يقوم بترجمة جميع الناس بصفة الذكر، ولحسن الحظ تم إصلاح هذا الأمر الآن”.
وأشار الى أنه دائما يحاول أن يضع في الاعتبار الاستخدام الضار لهذه النماذج من الذكاء الاصطناعي، مما يسمح للاعبين السيئين بالكثير من الأدوات للقيام ببعض الأشياء السيئة، لذلك رأى البعض التلاعب بالانتخابات.
وأضاف “هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها لأن لا يعرف الجميع هذه التقنيات حتى الآن ولا يعرف الجميع كيفية اكتشاف الأوتاد، وأشياء من هذا القبيل يمكن أن يكون لديهم تأثير كبير”.
ولفت الى أن هناك تأثير كبير للذكاء الاصطناعي على المجتمع بالنسبة للمبتدئين، وأهمها والأكثر وضوحًا والذي يتم الحديث عنه كثيرًا هو الإزاحة الوظيفية بشكل صحيح، لذلك الكثير يشعر بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سوف يقوم بعمله في العام المقبل أو في غضون خمس سنوات، ولكن هذا شيء حقيقي جدًا وهو شيء يجب أن يؤخذ في الاعتبار.
وأضاف: “ لا يعني أننا لا نتقدم في هذا المجال، ولكن هذا يدعونا الى التفكير بكيفية القيام بذلك والقيام به بمسؤولية”.
وأشار الى أن هناك أمرا آخر ربما لم يتم الحديث عنه بنفس القدر والذي يعتقد أنه بنفس القدر من الأهمية أو أكثر أهمية وهي الفجوة الرقمية، والحقيقة هي أن هناك فرقا كبيرا جدًا في الوصول إلى هذه التقنيات التي يمتلكها الأشخاص في أجزاء مختلفة مثل، السلم الاجتماعي بحيث تتحسن هذه الأدوات ولديها إمكانية وصول أكبر إلى فجوة معنية وليس لديها وصول أقل إلى هذه الفجوة الرقمية لتصبح أوسع وأوسع، لأن بدلاً من العطاء ووضع هذه الأدوات في أيدي الأشخاص الذين يمكنك أن تعرف أنهم يستخدمونها بشكل صحيح، فإنك تولد المزيد من هذه الفجوة وأعتقد أن هذا شيء آخر يجب أن نكون على دراية به تمامًا.
وتابع: “ولهذا السبب أنا مهتم بشكل لا يصدق بجميع النماذج مفتوحة المصدر وما يفعله المجتمع وأعتقد أن هناك عملًا رائعًا يتم إنجازه هناك وأعتقد أنه من المهم دعمه لأنه مع الأخذ في الاعتبار مرة أخرى أن هذا الأمر ليست مجرد شيء فرديًا، ولكن المجتمع ككل هو الذي يحتاج إلى الاستفادة، وهذا شيء يجب أخذه في الاعتبار”.
وقال مارتن ناني إن هناك الكثير من النماذج الأساسية التي يمكن اليوم القيام بها والتي لا تتطلب التدريب ولا تتطلب إعادة التدريب، ويمكن الحصول على نتائج جيدة في بعض الأشياء التي لا تتطلب نموذجًا ضخمًا و استخدام موارد أقل بكثير.
واوضح: “ سيكون هناك تأثير، ولكن كيف يمكنك استخدام هذه التقنيات في بقية عملياتك للتحسين، وتتمكن من أن تخفض البصمة الكربونية لبقية عملياتك، على الرغم من أن استخدام هذه الأدوات يؤدي إلى ظهور تلك البصمة الكربونية، لذلك أعتقد أن هذا سؤال مثير للاهتمام لا نفكر فيه دائمًا عندما نستخدم هذه الأدوات”.
واختتم قائلا: إنها تقنية مغرية للغاية ونحن جميعًا نريد القيام بأشياء رائعة حقًا، ولكن أعتقد أنه من المهم أن نرجع خطوة إلى الوراء ونجد المعنى وراء الكثير من هذه الأشياء.