لا اعتماد على “الكوتش” في التأهيل العلاجي... اختصاصية الطب النفسي الأشقر:

المجتمع البحريني فسخ عقدة الخجل في مراجعة الطبيب النفسي

| تنسيق الندوة وإدارتها وتحريرها: دلال العلوي | تصوير: خليل إبراهيم | إنتاج مقاطع الفيديو القصيرة: سارة الحايكي | تنفيذ الملحق: قسم الإنتاج الفني

أكدت‭ ‬اختصاصية‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬لمياء‭ ‬الأشقر‭ ‬ضمن‭ ‬مشاركتها‭ ‬بندوة‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”،‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬ضغوطات‭ ‬الحياة،‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬الإنسان‭ ‬المبدع‭ ‬والمعطاء‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬مسيرته‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبله‭ ‬وازدهار‭ ‬المجتمع،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬يتعرض‭ ‬إلى‭ ‬انتكاسات‭ ‬نفسية‭ ‬عرضية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يتجاوزها‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬قرار‭ ‬يتخذه‭ ‬المرء‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬إنسانا‭ ‬سويا‭ ‬وإيجابيا،‭ ‬والمدرب‭ ‬أو‭ ‬“الكوتش”‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحلّ‭ ‬محل‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي،‭ ‬وإنما‭ ‬قد‭ ‬يكمل‭ ‬أحدهما‭ ‬الآخر،‭ ‬لأن‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬يمارس‭ ‬مهنته‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دراساته‭ ‬العلمية‭ ‬وشهاداته‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬خبرته‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬تمنحه‭ ‬كامل‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬علاجاته‭ ‬وفقاً‭ ‬لتخصصه‭ ‬والحالة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬تشخيصي‭ ‬وعلاجي،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يقرر‭ ‬نوعية‭ ‬وطريقة‭ ‬العلاج‭ ‬المطلوبة‭ ‬حسب‭ ‬مراحل‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الفرد،‭ ‬فإما‭ ‬علاج‭ ‬سلوكي‭ ‬معرفي‭ ‬أو‭ ‬دوائي‭. ‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬قد‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب‭ ‬أولاً‭ ‬لأخذ‭ ‬استشارته‭ ‬عندما‭ ‬يشعر‭ ‬بتغييرات‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬سلوكياته‭ ‬أو‭ ‬مشاعره‭ ‬وأصبحت‭ ‬تؤثر‭ ‬عليه‭ ‬سلبًا‭ ‬وتنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬ضار‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬ومجتمعه‭ ‬وعائلته‭ ‬وحتى‭ ‬عمله‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬الالتفات‭ ‬إليها‭ ‬وعدم‭ ‬تجاهلها‭ ‬هي‭ ‬أمور‭ ‬عدة‭ ‬أهمها‭ ‬التوتر‭ ‬المستمر‭ ‬والقلق‭ ‬والضيق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬وغيره‭. ‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬أكثر‭ ‬بصحته‭ ‬النفسية‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬وكثرت‭ ‬مسؤولياته،‭ ‬ولا‭ ‬عيب‭ ‬أن‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬الاستشارة‭ ‬من‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬لحمايته‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬عليه‭ ‬مستقبلاً‭ ‬بسبب‭ ‬الضغوطات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدرب‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الجودة‭ ‬والإنتاجية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬العلاجية‭ ‬والتطويرية‭.‬

‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الأدوار‭ ‬محفوظة‭ ‬للمدربين‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وتطوير‭ ‬الذات‭ ‬وارتقائها‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المسارات‭ ‬الحياتية‭ ‬والوظيفية‭.‬

واختتمت‭ ‬حديثها‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬تقدّم‭ ‬بنسبة‭ ‬كبير‭ ‬نحو‭ ‬تقبل‭ ‬فكرة‭ ‬استشارة‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬وعدم‭ ‬الشعور‭ ‬بالخجل‭ ‬أو‭ ‬العار،‭ ‬وأصبح‭ ‬متقبلاً‭ ‬أكثر‭ ‬لتحسين‭ ‬نمط‭ ‬حياته‭ ‬ونفسيته‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬إنتاجيته،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الأسري‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬العملي‭.‬