مهرجان ليالي المسرح الحر.. اختيارات رفيعة المستوى

| من الأردن عبدالستار ناجي

قفزة إضافية جديدة يحققها مهرجان ليالي المسرح الحر في دورته الـ 19 التي تتواصل في الفترة من 29 يونيو إلى 4 يوليو وسط حضور رفيع المستوى، واختيارات مسرحية تمثل أحدث وأبرز نتاجات المسرح العربي والدولي. تم افتتاح فعاليات هذا العرس المسرحي في المركز الثقافي الملكي وبحضور وزيرة الثقافة هيفاء النجار وكوكبة من نجوم المسرح الأردني والعربي، كما شهد حفل الافتتاح التي حملت اسم الفنان الأردني الراحل سمير الخوالدة، وتم تكريم النجمة الأردنية القديرة أمل الدباس التي ارتجلت كلمة كملتها الكل مفردات التقدير لفرقة المسرح الحر وكوادرها رفاق دربها المطرز بالبصمات المسرحية والفنية المتميزة، والتي رسخت مسيرتها المتفردة، وقدمها على المسرح زميلها الفنان الأردني القدير عليان رئيس المهرجان. من أبرز مفردات التميز ذلك النسق الرائع لتشكيل لجنة التحكيم التي ضمت كوكبة عالية الكعب من الكوادر والخبرات المسرحية العربية والدولية يترأسها الفنان السوداني القدير على مهدي وعضوية المخرجة الإيطالية باربارا بريتين والكاتب السعودي صالح زمانان والفنان الجزائري عبدالباسط بن خليفة والمخرج الأردني فراس المصري. وشهد حفل الافتتاح أيضا عرض الفيلم القصير "المحطة" تأليف وسيناريو وحوار علي عليان وإخراج منذر خليل مصطفى ومشاركة عناصر فرقة المسرح الحر،  وحمل الفيلم مجموعة من الرسائل الثرية بالمضامين، والتي تؤكد على أهمية البقاء وعدم الهجرة وترسيخ قيم الانتماء للأرض وهذا الموزاييك الإنساني والثقافي الذي يجمع أبناء الأرض الواحدة، وتميز الفيلم بلغته البصرية؛ وبذلك التنوع في الشخصيات وحواراتها وأيضا المقولة الثرية والعميقة، ونستطيع التأكيد بأننا أمام مخرج شاب يمتلك أدواته مفرداته ولغته، ومن قبل كاتب وسيناريست يمتلك مفرداته وطروحاته ولغته التي رغم بساطتها تظل نابضة بالتفرد. وكما شهد حفل الافتتاح عرض مسرحية "هناي" الأردنية للمخرج عمر الضمور التي أخذتنا إلى حكاية امرأتان كل منهن حبيسة مرحلة ومنطقة تاريخية وزمنية، الأولى حبيسة التاريخ وارثة الثقيل والثانية حبيسة منطقة أبعد هي الأبدية ويظل هاجسا المشترك البحث عن لحظة الوعي والانعتاق من دهاليز تلك العتمة التي ذهبن إليها وراحت تدمر حياتهن ووعيهن، وقد تمثلت لحظات الوعي بشخصية ثالثة لشابة ظلت بلغة الجسد تقول الكثير، بل أكثر من لغة المفردة والبوح المحموم، المخرج عمر الضمور موهبة وطاقة تتميز بالبحث والمثابرة، ونتوقع منه الكثير في قادم التجارب. من مفردات التميز تلك الاختيارات المسرحية التي تشارك في مسارات المهرجان في المسار الدولي هناك من فلسطين "بيدرو والنقيب" للمخرج إيهاب زاهدة، ومن الكويت مسرحية "سيناريو وحوار" لفرقة مسرح الخليج العربي من تأليف وإخراج فيصل العبيد، ومن العراق مسرحية "حياة سعيدة" للمخرج كاظم نصار، ومن السعودية مسرحية "ذاكرة صفراء" لحسن العلي ومن تونس مسرحية " 14. 11" للمخرج المعز القديري. وفي المسار الشبابي في دورته الـ 5 هناك مسرحيات اخرى قيمة مثل: زلزال للميس الزعبي، وأحلام شرقية لنغم بطارسة، وزمن لأحمد إسماعيل، ووهم لدعاء العدوان، وسراب الذاكرة لفراس مرجي، وثائر على سرير العزلة لصلاح الدين عيسى، بالإضافة إلى مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر من دولة الإمارات للمخرج أحمد عبدالله الراشد. إنها الإطلالة الأولية لهذا العرس المسرحي الدولي الذي يجعل صيف عمان مشبعا بالفرح ونسمات الأوكسجين النقي .