صور مختصرة

“ما‭ ‬نبي‭ ‬شغل‭ ‬تمبريري”

| عبدالعزيز الجودر

منذ‭ ‬أن‭ ‬“فتحت‭ ‬عيونا‭ ‬على‭ ‬الدنيا”‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬عاما‭ ‬وجيلنا‭ ‬والجيل‭ ‬الذي‭ ‬قبلنا‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الإشكالية‭ ‬السنوية‭ ‬الكبرى‭ ‬لتجمع‭ ‬الأمطار‭ ‬ودخولها‭ ‬المنازل،‭ ‬واستمرت‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬الأبدية‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬مشاريع‭ ‬لتصريف‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬لمنازل‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد‭ ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬كان‭ ‬يخفف‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭.‬

الآن‭ ‬ومع‭ ‬نزول‭ ‬“زيلتين”‭ ‬من‭ ‬المطر‭ ‬تغرق‭ ‬البلاد‭ ‬و”يتمرمط”‭ ‬العباد‭ ‬ويعيش‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬قصوى،‭ ‬وتنشغل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المختصة‭ ‬كوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وأجهزتها‭ ‬الأمنية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص،‭ ‬وتنتشر‭ ‬فيديوهات‭ ‬المآسي‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬يئن‭ ‬ويصرخ‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الأمطار‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭ ‬ومحلاتهم‭ ‬التجارية‭ ‬واختلاطها‭ ‬مع‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬“أجلكم‭ ‬الله‭ ‬تعالى”،‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الممتلكات‭ ‬الخاصة‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬الأضرار‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬المواطن‭ ‬المتضرر‭ ‬وأفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تغرق‭ ‬غالبية‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬والطرقات‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والفرجان‭ ‬السكنية‭ ‬وتحصل‭ ‬حوادث‭ ‬مرورية،‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬ازدحاما‭ ‬شديدا‭ ‬للمركبات‭ ‬وتعطل‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬وإلغاء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬ويتكبد‭ ‬أصحابها‭ ‬والمنضمون‭ ‬لها‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬نقرأ‭ ‬ونسمع‭ ‬الاسطوانة‭ ‬المشروخة‭ ‬المملة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬عن‭ ‬استعداداتهم‭ ‬وحالة‭ ‬التأهب‭ ‬لموسم‭ ‬الأمطار‭ ‬“وحزة‭ ‬الحزة‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يعابل‭ ‬روحه‭ ‬بروحه”،‭ ‬ويكاد‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬من‭ ‬القهر‭ ‬والحسرة‭ ‬والحرة‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬المزري‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬به‭ ‬والمصائب‭ ‬“والبلاوي‭ ‬اللي‭ ‬نزلت‭ ‬فوق‭ ‬يافوخة”‭.‬

على‭ ‬أية‭ ‬حال‭ ‬المطلب‭ ‬الشعبي‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬سريعة‭ ‬وجذرية‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬السنوية‭ ‬المرعبة‭ ‬كوننا‭ ‬نعيش‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬مساحتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬معالجتها،‭ ‬وعلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬صرف‭ ‬النظرعن‭ ‬اتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬“التمبريرية”‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬كاستخدام‭ ‬صهاريج‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬والأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬أمامنا‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬