تكريم ولا أروع

| زهير توفيقي

تابعت‭ ‬كما‭ ‬تابع‭ ‬غيري‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬بخصوص‭ ‬الأخصائية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الإماراتية‭ ‬وهي‭ ‬ترحب‭ ‬بطلابها‭ ‬بابتسامة‭ ‬وسعادة‭ ‬وروح‭ ‬إيجابية‭.‬

وقام‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بنشر‭ ‬حملة‭ ‬“نبحث‭ ‬عنها‭ ‬لمن‭ ‬يعرفها”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حساب‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬تويتر،‭ ‬مشعلًا‭ ‬بذلك‭ ‬الموقع‭ ‬بحثًا‭ ‬عنها،‭ ‬وبعد‭ ‬البحث‭ ‬والتحري،‭ ‬وجد‭ ‬سموه‭ ‬هذه‭ ‬الأخصائية‭ ‬وتدعى‭ ‬شيخة‭ ‬النعيمي،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬سموه‭ ‬بتكريم‭ ‬والدتها‭ ‬أولا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تكريمها‭ ‬بوسام‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بحضور‭ ‬جميع‭ ‬وزراء‭ ‬الدولة‭.‬

وأشار‭ ‬سموه‭ ‬أثناء‭ ‬حفل‭ ‬التكريم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التواضع‭ ‬والإيجابية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬صفات‭ ‬الناجحين،‭ ‬منوهًا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الأخصائية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تجسيد‭ ‬حقيقي‭ ‬لقيم‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والفخر‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬وطنية‭ ‬وبث‭ ‬الطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬العمل‭.‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬اعتبرت‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬بمثابة‭ (‬ضربة‭ ‬معلم‭) ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬أشار‭ ‬أثناء‭ ‬تكريمه‭ ‬للأخصائية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬الإيجابية‭ ‬وفي‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الكثير،‭ ‬وهذه‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬تزخر‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬والطاقات‭ ‬الخلاقة‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬المخلصين‭.‬

وشخصيا‭ ‬أعتبرها‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬ومهمة‭ ‬وشهادة‭ ‬تقدير‭ ‬لما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬النشء،‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬نفتقده‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد‭. ‬يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭ ‬“قم‭ ‬للمعلم‭ ‬وفه‭ ‬التبجيلا‭... ‬كاد‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رسولا”،‭ ‬ونحن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬لنظام‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتكلم‭ ‬بكل‭ ‬موضوعية،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬لإصلاح‭ ‬واقع‭ ‬التعليم‭ ‬ومخرجاته‭ ‬بصورة‭ ‬جذرية‭.‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬موضوع‭ ‬البعثات‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬جل‭ ‬اهتمام‭ ‬الوزارة،‭ ‬حيث‭ ‬أثبت‭ ‬أبناؤنا‭ ‬الطلبة‭ ‬تفوقهم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬عالية،‭ ‬لكن‭ ‬وبسبب‭ ‬شح‭ ‬الميزانية‭ ‬لم‭ ‬يستفيدوا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬البعثات،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬قليلًا،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬العذر‭ ‬أكل‭ ‬عليه‭ ‬الدهر‭ ‬وكنا‭ ‬نسمع‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬جدًا،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬أين‭ ‬الخلل،‭ ‬فهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعطى‭ ‬أولوية‭ ‬مطلقة،‭ ‬فأبناؤنا‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬يلتحقوا‭ ‬بأفضل‭ ‬الجامعات‭ ‬العريقة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الطالب‭ ‬البحريني‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬يعود‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنه‭ ‬ليلتحق‭ ‬بوظيفة‭ ‬لائقة‭ ‬ويكون‭ ‬جزءا‭ ‬وطرفًا‭ ‬فعالًا‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يشكل‭ ‬استثمارًا‭ ‬للعنصر‭ ‬البشري‭ ‬البحريني‭ ‬المتفوق،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تسليحه‭ ‬بالعلم‭ ‬فقط‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬وطنًا‭ ‬شامخًا‭ ‬أبيا‭. ‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬جمهورية‭ ‬فنلندا‭ ‬ولضمان‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬الدراسة‭ ‬للجميع،‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬نظام‭ ‬متكامل‭ ‬للمنح‭ ‬والقروض‭ ‬الدراسية،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬منح‭ ‬مساعدة‭ ‬مالية‭ ‬للدراسة‭ ‬بدوام‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية،‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.  ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬والمتقدمة‭ ‬لدول‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬بالبنان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬نحن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭ ‬وتطبيق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ممكن‭ ‬وملائم‭ ‬لنا‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬