“هلا بكورونا”!

| زهير توفيقي

نعم،‭ ‬هلا‭ ‬بكورونا‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬كورونا،‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الفتاك‭ ‬الذي‭ ‬أصابنا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إنذار‭ ‬ونزل‭ ‬كالصاعقة‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬تداعيات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬وأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬مازالوا‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬مقتنعين‭ ‬أو‭ ‬مستوعبين‭ ‬أصلا‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭! ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الجهل‭ ‬سببًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬والسبب‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬أتى‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬الغني‭ ‬والفقير‭! ‬وهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬يعتبر‭ ‬أمرًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تفشي‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬القريب‭ ‬أو‭ ‬البعيد‭.‬

وكما‭ ‬يقال‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬إيجابياته‭ ‬وسلبياته‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬تصوره،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكن‭ ‬دعونا‭ ‬نأخذ‭ ‬الجانب‭ ‬الإيجابي‭ ‬منه،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬الشخصي‭ ‬ألقى‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية‭ ‬للفرد‭ ‬والعائلة،‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬كم‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬أتلقاها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أجزم‭ ‬بأن‭ ‬الناس‭ ‬بدأوا‭ ‬يتأقلمون‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الجديد‭ ‬أو‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬الجديد‭.‬

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬فإنه‭ ‬يتلخص‭ ‬في‭ ‬شكر‭ ‬الله‭ ‬وحمده‭ ‬على‭ ‬نعمه،‭ ‬والتقرب‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬لأفراد‭ ‬العائلة‭ ‬بسبب‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وليس‭ ‬غيره،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬القراءة‭ ‬وممارسة‭ ‬هوايات‭ ‬مختلفة‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الموسيقى‭ ‬ومشاهدة‭ ‬التلفاز‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بأحدث‭ ‬الأفلام‭... ‬أشياء‭ ‬جميلة‭ ‬افتقدناها‭ ‬بسبب‭ ‬مشاغلنا‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترتيب‭ ‬المنزل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬مأكل‭ ‬وملبس‭ ‬ومشرب،‭ ‬وأظهرت‭ ‬لنا‭ ‬أولويات‭ ‬حياتنا‭. ‬كنت‭ ‬من‭ ‬المنتقدين‭ ‬كثيرا‭ ‬لثقافة‭ ‬تناول‭ ‬وجبات‭ ‬الطعام‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬والآن‭ ‬وبسبب‭ ‬كورونا‭ ‬التزمنا‭ ‬جميعا‭ ‬بطهي‭ ‬الأكل‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لنضمن‭ ‬النظافة‭ ‬وكذلك‭ ‬لتوفير‭ ‬المصاريف‭ ‬غير‭ ‬الضرورية،‭ ‬حقًا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬العصيبة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بما‭ ‬نملك‭ ‬من‭ ‬نعم،‭ ‬وأصبحنا‭ ‬نقدر‭ ‬أكثر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نملك‭.‬

اكتشفنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإيجابيات،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبيئة‭ ‬والتلوث‭ ‬وحوادث‭ ‬السيارات‭ ‬وازدحام‭ ‬الشوارع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭ ‬والمساحة‭ ‬المخصصة‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬في‭ ‬الإسهاب‭ ‬كثيرًا،‭ ‬والمهم‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬القاسية‭ ‬والواضحة‭.‬