صور مختصرة

“الأهم... الشغل ماشي”

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والإنترنت‭ ‬أصبحت‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬جميعها‭ ‬تولي‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬لاستمرارية‭ ‬تفعيل‭ ‬فكرة‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وإعطائها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬والمواصلة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬لطبيعتها‭ ‬والانتهاء‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬كورونا‭.‬

على‭ ‬مدى‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬كنت‭ ‬أسأل‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬عن‭ ‬تجربتهم‭ ‬الفتية‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬وكيفية‭ ‬سير‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬وجاءت‭ ‬ردودهم‭ ‬بالقبول‭ ‬والرضا‭ ‬وتمتعهم‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬والتفرغ‭ ‬الكامل‭ ‬لإتقان‭ ‬العمل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أصبح‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تواجدهم‭ ‬في‭ ‬مكاتبهم‭ ‬المركزية،‭ ‬وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بات‭ ‬مطلبا‭ ‬حضاريا‭ ‬مهما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬اقتصاد‭ ‬الوطن‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬و”الأهم‭.. ‬الشغل‭ ‬ماشي”‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬البحرين‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لتفعيل‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدوائر‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬والأخرى‭ ‬الخاصة،‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الصحي،‭ ‬كونها‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحاتها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬وأهمها‭ ‬إنجاز‭ ‬العمل‭ ‬وإتقانه‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬استحسانه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والخاصة،‭ ‬وإتاحة‭ ‬المجال‭ ‬أمامهم‭ ‬كي‭ ‬ينجزوا‭ ‬معاملاتهم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬يعد‭ ‬مناسبا‭ ‬لطبيعة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويتيح‭ ‬لها‭ ‬الفرصة‭ ‬كي‭ ‬تعمل‭ ‬وتنجز‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬ترعى‭ ‬واجباتها‭ ‬الأسرية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭.‬

الجميل‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬أعلن‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬تنفيذه‭ ‬دراسة‭ ‬تناولت‭ ‬فعالية‭ ‬نظم‭ ‬العمل‭ ‬المرنة‭ ‬وسياسات‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬لجان‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بالقطاع‭ ‬العام،‭ ‬وخلاصتها‭ ‬أنها‭ ‬توصي‭ ‬باستمرارية‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬كونه‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬ومرونة‭ ‬ويسرا‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وبأقل‭ ‬كلفة‭ ‬مالية‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬