تُراثُنا كنزٌ ثمين

| عالية جاسم الهملان

مملكة البحرين غنية بتراثها وثقافتها وتقاليدها وفنونها، كما تجمع المملكة بين مختلف شرائح المجتمع وتتميز باحتوائها وترحيبها وإحترامها لمختلف الثقافات والديانات.

من هنا تأتي أهمية العناية بالتراث الشعبي الأصيل والحفاظ على الموروث الحضاري والعمل على نقله للأجيال القادمة، حتى يبقى شاهداً على أصالة شعب البحرين وتحضرّه على مر العصور. ويجب العمل على إحياء العادات التراثية البحرينية الأصيلة وتعزيز حضورها بإعتبارها تجسد العادات الثقافية لدول المنطقة وتعمل على ربط الأجيال بثقافتها الأصيلة.

وقد إهتـمت كـثيـر من الـدول بـالـتراث الشـعبي, ومنها مملكة البحرين، باعتبار هذا التراث إرثاً حضارياً ثميناً تفخر به، وانعكاس طبـيعي للمسـيرة الإنسانية ومرآة للـحضارات على مـرّ العـصور. فهـو يـعكـس الإنـجــاز الإجتـماعي المنسوب إلى الماضي في صـوره المـختـلفة، كـونـه جزءاً أصيـلاً من نسيج المجتمع.

ويجب علينا جميعاً التضامن والعمل على إستغلال المقومات الموجودة في مملكة البحرين وأهمها الأطفال والشباب الناشـئة في سبيل تحقيق حاضر أكثر إيجابية، وأشد وفـاءً. ويوجد في مملكتنا الكثير من الطاقات الشبابية فلا بد من إستغلالها في رسم ونشر ثقافة بلادنا في داخل المملكة و خارجها.

هـناك العـديد من المـواقع الأثـرية لـديـنا، لها من الأهمية الكبيـرة،. حيـث تـفيـض، وتـزخر بـتراث عظـيم، حـافل بالمـجد، والسمـو، تـعدّ مـورداً للعلم، ورافداً للسـياحة الثقـافية، خـصوصاً أن الـسائح لا تـكتمل زيـارته لـبلد، إذا لم يـزر متـاحـفنا الـتراثي، ومعـالمـها الأثـريـة.

المسألة التراثية، تحتاج إلى ضرورة إعادة النظر في دور الأطفال والشباب لإعطائهم مساحتهم في تفعيل الطاقة المكنونة لديهم، بما يتناسب مع معطيات المرحلة التعليمية و مراحل الحياة التي نعيشها،عن طريق تفعيل المؤسسات التعليمية، والمـراكـز البحـثية التـي تـعنى بالتراث الشعبي، من خلال إبراز دور الطفل في هذا الجانب، وإعادة النظر في إمكانيات الطفل البحريني وعرض إنجازاته وابتكاراته للجمهور بصورة تليق بأهميته، وكذلك تخصيص يوم للطفل البحريني، الهدف منه توعية كافة فئات المجتمع بحقوق الطفل لينمو في بيئة صحية آمنه وداعمة، بصورة تمكنهم من إظهار مواهبهم والإبداع في جميع المجالات ومنها المستوى الفكري مما يترتب عليه رعاية الموهوبين وتهيئة البيئة المناسبة للمبدعين والمفكرين والمبتكريني.

يوم الطفل البحريني من وجهة نظري يُساهم في بناء المستقبل وإبراز إنجازاتهم وضرورة توثيق كل انجاز من أجل تحفيزه لإعطاء المزيد في شتى المجالات.

أن يوم الطفل سيكون فرصة جديدة ونوعية لاكتساب المعارف والمهارات الإبداعية، بما يكشف عن حقيقة ذاتنا.

نعود للتراث فمن ليس له ماضٍ، ليس له حاضر، ولا مستقبل. فالتراث يحكي قصة صامتة عن حضارة، وكتاباً تراثياً مفتوحاً يمكن قراءته، وفهمه، كما أنه يُعتبر جزءاً من التراث الشامل للأمتين العربية والإسلامية، بل يُعبّر عن القيمة المرجعية الأساسية للأمة.