تحية لهم

| ندى نسيم

تعد‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تربطنا‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬مصدر‭ ‬راحة‭ ‬إذا‭ ‬نجحت‭ ‬ومصدر‭ ‬شقاء‭ ‬إذا‭ ‬ساءت‭ ‬وتعقدت،‭ ‬فنحن‭ ‬فعلياً‭ ‬نحيا‭ ‬وسط‭ ‬منظومة‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬وتمر‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬وبيئة‭ ‬العمل،‭ ‬وقد‭ ‬تنتهي‭ ‬عند‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاعل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المستمر،‭ ‬ولهذه‭ ‬المواضيع‭ ‬الحيوية‭ ‬أهمية‭ ‬لأنها‭ ‬تفتح‭ ‬أبواب‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬العلاقات‭ ‬وطبيعة‭ ‬الأفراد‭ ‬وما‭ ‬شدة‭ ‬بساطتها‭ ‬أو‭ ‬تعقيدها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬محور‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬والإنسان‭ ‬كائن‭ ‬مركب‭ ‬يتسم‭ ‬بأنماط‭ ‬شخصية‭ ‬ويتأثر‭ ‬بمعطيات‭ ‬وجوده‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬جينات‭ ‬وخبرات‭ ‬وموروثات‭ ‬وذائقة‭ ‬وتعليم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المحددات‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬نمط‭ ‬الشخصية‭.‬

هذا‭ ‬الكائن‭ ‬الفريد‭ ‬والمدهش‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬تعاملاته‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬عن‭ ‬الرقي‭ ‬والسعي‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬المتعددة،‭ ‬فكيف‭ ‬إذا‭ ‬تمثل‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬استثنائي‭ ‬يمتلك‭ ‬طاقة‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬والعطاء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يكسبه‭ ‬صفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬مستمرا‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬متفردة‭ ‬اعتادت‭ ‬نشر‭ ‬الحب‭ ‬أينما‭ ‬تكون‭ ‬وتحيط‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬بهالات‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬لتنتشل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواجع‭ ‬وترسم‭ ‬ابتسامة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حولها‭. ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬نصادفهم‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬وفي‭ ‬محطات‭ ‬العمل‭ ‬وأحياناً‭ ‬عبر‭ ‬الصدف‭ ‬الحنونة‭ ‬يستحقون‭ ‬التحية‭ ‬دائماً‭ ‬لأنهم‭ ‬يتركون‭ ‬بصمات‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬المهجة‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬عبر‭ ‬الأيام‭ ‬والسنين‭.‬

تحية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يجعل‭ ‬سماته‭ ‬تتحلى‭ ‬باللين‭ ‬والتعاطف‭ ‬والتقدير،‭ ‬تحية‭ ‬لمن‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتجرد‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الذات‭ ‬المزيفة‭ ‬ويكون‭ ‬الخير‭ ‬سيد‭ ‬التعامل‭ ‬الراقي،‭ ‬هؤلاء‭ ‬النادرون‭ ‬الذين‭ ‬يمرون‭ ‬نحتاج‭ ‬أمثالهم‭ ‬بشدة،‭ ‬نحتاج‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقع‭ ‬الحياة‭ ‬لندرك‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الرزق‭ ‬قد‭ ‬تتعدد‭ ‬مصادره‭ ‬وما‭ ‬أجمله‭ ‬عندما‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إنسان‭.‬

‭* ‬كاتبة‭ ‬وأخصائية‭ ‬نفسية‭ ‬بحرينية