حافظوا على وقار المجلس

| إبراهيم المناعي

منذ حوالي شهرٍ مضى، وقفت النائب حنان فردان لكي تقدم مداخلتها في موضوعٍ ما، وما إن وقفت حتى بدأ الهرج والمرج في المجلس والأحاديث الجانبية بين بعض النواب دون اعتبار أو اهتمام لزميلتهم الواقفة، ما اضطرها أن تطلب من رئاسة المجلس إسكات النواب، وقالت مخاطبة رئيس المجلس بطريقتنا البحرينية (معالي الرئيس، قول لهم يسكتون). وفي الأسبوع الماضي أيضا، وقف النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالنبي سلمان من أجل مداخلة، وما إن شرع في تبيان المداخلة حتى تعالت أصوات بعض النواب من حوله في أحاديث جانبية (شوّشت) على المداخلة، ثم ازداد الهرج والمرج من قبل بعض النواب، وتداخلت الأصوات وأصبحت المفردات غير واضحة وغير مفهومة، ما سبّب الضيق للنائب المتداخل واضطره إلى أن يطلب من النواب الهدوء ويقول لهم غاضباً (احنا مو في سوق سمك). لهذا ترى عزيزي المواطن، أنّ تشويش بعض النواب على النائب المتداخل وعدم الالتزام بالهدوء والإنصات، أصبح يشكل (ظاهرة نيابية مزعجة) وغير مقبولة، وتدل على عدم الاهتمام والالتزام والمهنية، وهذه ملاحظة عبرنا عنها في كتابات سابقة من أجل احتوائها والانتباه إليها ومعالجتها، لكن للأسف ظلت هذه التصرفات مستمرة منذ بداية الفصل التشريعي إلى اليوم. تنص المادة 195 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب على ما يلي: (يجب على العضو أن يراعي الاحترام الواجب لمؤسسات الدولة الدستورية وأصول اللياقة مع زملائه بالمجلس ورئاسة الجلسة)، ولكن في ظل غياب “الجزاءات البرلمانية”، وفي ظل عدم وجود سلطة قانونية للمواطنين في “الرقابة الشعبية” على أداء النواب تُعطي المواطنين صلاحية الرقابة على النواب ومحاسبتهم واستجوابهم، لذلك ستستمر - كما أعتقد - هذه الممارسات غير المسؤولة وغير المقبولة من قبل بعض النواب طوال الأدوار التشريعية القادمة. نحن نتمنى من معالي رئيس مجلس النواب أن يكون أكثر حزما وصرامة مع النواب الذي يخلّون بسير عمل الجلسات، ويقومون بالتشويش على زملائهم المتداخلين، بقصد أو بدون قصد، وإذا كنا قد فقدنا الاستفادة من مجلس النواب موضوعيا، فعلى أقل تقدير أن يحافظ مجلس النواب على هيبته ووقاره أمام العالم شكليا. كاتب بحريني