نتمنى ألا تجفف الشمس الحملات التفتيشية

| أسامة الماجد

رغم قيام الجهات المختصة بإجراءات في غاية الحيوية تمثلت في مخالفة أصحاب الفرشات في شارع صعصعة وغيره من المناطق، مازالت هناك بعض المشروعات المماثلة التي يديرها آسيويون في الساحة الخلفية لمحلات رامز بمدينة عيسى، خصوصا يومي الجمعة والسبت، فإشغال الطرق العامة والمخالفات البلدية وعدم الالتزام بالنظافة على طول حدود المنطقة، ولا نعلم ما الذي يسوقهم إلى هذا الاتجاه في ظل وجود الحملات التفتيشية التي تستهدف المخالفين من فرشات الباعة الجائلين!  صحيح أن الفرشات الموجودة في الساحة لا تبيع الفواكه والأسماك كما في شارع صعصعة، إنما تبيع الخردة بأنواعها و “خراخيش” مشتتة على السطح لا يمكن التعرف عليها. ليس في هذه الساحة فحسب، بل هناك فرشات صغيرة لآسيويين بالقرب من مأتم مدينة عيسى، تباع فيها الملابس وأكسسوارات الهواتف، ومثلها في المنطقة الصناعية بسلماباد بالقرب من أحد المساجد، بكل التطابق والتشابه مع شارع صعصعة، وكأن الجميع يعمل بشروطه الداخلية، وقبل أيام لمحت بائعا آسيويا يبيع الأسماك في عربة متنقلة بكل متعة، ويطوف على البيوت ويمكن التعرف بسهولة على الكيفية التي يبيع فيها بضاعته على الناس، وأكثر المجالات حساسية أولئك الآسيويون الذين يقتربون من سيارات المواطنين ليبيعوا “نظارات، مسواج، عطور، مسابيح، ساعات تقليد” وكل صنوف الاحتيال. إذا نحن أمام مساحة عريضة من المخالفات في كل محافظات المملكة، ونعرف رأس البلاء، ونتمنى ألا تجفف الشمس الحملات التفتيشية مع مرور الوقت، أو تغلفها بشريط مطاطي، فهؤلاء مثل الرياح العاصفة التي لا تهدأ، وحتما يمارسون وظيفتهم بكل ذكاء، قد يختفون شهرا ثم يعودون بطريقة أخرى وفي مكان أو محطة جديدة، ومعظمهم يحسم الأمر بالعودة بكل سهولة وبتحد جريء. لقد بلغت هذه المخالفات أوجه الكمال في كل مناطق المملكة، والأمر يزداد تعقيدا، ونتمنى أن حماسنا في الرصد لا يهدده الفتور. * كاتب بحريني