الأذن تعشق البحرين قبل العين

| ياسر سليم

الأذن تعشق قبل العين أحيانا.. تنطبق تلك المقولة على مملكة البحرين، التي يحبها المرء قبل أن يراها، فيما يحب المرء البلاد حين يزورها... لم أجد مصريًّا زار البحرين أو عاش بها، إلا وأثنى عليها، وخصوصا على شعبها، يجمع الكل على أن الشعور بالغربة لدى الوافدين منعدم في المملكة. جرت تلك المقولة على ألسنة الحاضرين أمس الأول، في احتفال السفارة المصرية في البحرين بذكرى ثورة 23 يوليو، صاحبة التأثير في المنطقة والعالم، كما احتفلت معظم سفارات مصر بالذكرى، لكن الاحتفال في البحرين، له طعم مختلف ولاشك. فالعلاقات المصرية البحرينية تمتد لقرون، وربما تكشف لنا بعثات التنقيب الأثرية عن امتدادها لثلاثة آلاف عام مضت، حينما كانت الحضارات الموجودة على ظهر الكوكب معدودة، هنا حضارة وادي النيل، وهنا حضارة دلمون، التي مثلت نقطة التقاء بحري بين المنطقة والعالم. ربما نكتشف أن ثمة تبادلا تجاريا جرى بين الحضارتين في هذا الزمان، وهو اليوم يصل بين البلدين إلى 820 مليون دولار، على أمل أن يكمل تسمعئة مليون دولار بنهاية 2023، وربما يتجاوز مليار دولار بنهاية عام 2024، كما كشف ذلك السفير المصري بالمنامة، ياسر شعبان. هذا الأمل ليس بعيداً، بالنظر إلى تاريخ العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، فقد تضاعف ميزان التبادل التجاري على مدار السنوات القليلة الماضية، فكان نهاية عام 2019 في حدود 496 مليون دولار، لكنه بنهاية 2022 تخطّى 820 مليون دولار. واستفادت الاستثمارات المصرية البالغة نحو 50 مليون دولار، من البيئة الاستثمارية الجاذبة والنشطة التي توفرها حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. وتسعى مصر لتشجيع التعاون في المجال الاستثماري وما يتعلق بعمليات التمويل، وإعطاء التسهيلات في حدود ما يكفله القانون، وفتح المجال بإعفاءات كبيرة وضخمة في قطاع المناطق الحرة وقطاع المناطق الصناعية”. بالمقابل نمت الاستثمارات البحرينية في مصر، هناك نحو 214 شركة بحرينية تعمل وتستثمر في السوق المصرية، بحسب تصريحات السفير.