تهيئة نفسية وأسرية

| ندى نسيم

تبدأ الاستعدادات والتهيئة النفسية والأسرية مع عودة الأبناء للمدارس والجامعات وبدء عام دراسي جديد ينتقل فيه الطلاب إلى المراحل الدراسية الجديدة، وتبدأ رحلة الجد والاجتهاد وتحقيق الأهداف.

إن العودة للمدرسة تعتبر من أهم المناسبات التي يفترض أن تبدأ وهناك استعداد مسبق لها على أكثر من جانب، فالجانب الأسري يتحمل الشق الأكبر في هذه التهيئة، خصوصا أن الطلاب روافد من أسرهم وبيوتهم، وبالتالي فإن المسؤولية جدية ويتحملها الوالدان، وتبدأ بتجهيز المتطلبات اللازمة لاستقبال العام الدراسي، وفي هذه الخطوات تهيئة نفسية جيدة للأبناء من أجل استشعار أهمية الدخول للمدرسة من خلال تجهيز اللازم والنزول برفقة الوالدين للتسوق واختيار الاحتياجات بحب ورغبة من الابن نفسه والشعور بالمسؤولية أمام هذا الحدث المرتبط بالمستقبل، كما يفضل أن تكون العبارات المعززة والمشجعة والمحفزة على الدراسة إحدى الوسائل التي تساهم في تهيئة الأبناء وتزيد من شعلة حماسهم، هنا تبرز أهمية منح العودة شأناً مختلفاً عن الأيام العادية وأيام الإجازة، خصوصا مع البدء بتعديل نظام النوم وترك السهر واستعادة النشاط والحيوية وتعديل نظام الوجبات، كما يفضل أن يتم تخصيص وقت للقراءة من أجل تنشيط الذاكرة، وكلما كان الأبناء يقتربون من المراحل العمرية المتقدمة كالإعدادي والثانوي كلما كانوا بحاجة أكثر للتهيئة النفسية التي يتم ربطها بالأهداف المستقبلية من أجل التقليل من احتمالات القلق والتوتر والتعثر.

إن التهيئة النفسية والأسرية للعودة للمدارس بلا شك مسؤولية مشتركة بين الأبوين والمؤسسات التعليمية التي لن تتأخر في إعداد برامج التهيئة للطلاب، وكل عام وأبناؤنا الطلاب وأعوامهم الدراسية تزخر بالنجاح والتميز.

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية