بين سفيرتين

| ياسر سليم

أقل من عام، يفصل بين تسلم السفيرة فوزية زينل مهامها سفيرة لمملكة البحرين في القاهرة، نهاية العام الماضي، وبين قرب تسلم السفيرة ريهام عبدالحميد مهام منصبها في المنامة سفيرة مفوضة لمصر فوق العادة لدى حكومة مملكة البحرين، منتصف الشهر الجاري، خلفًا للسفير ياسر شعبان، الذي سيعود للقاهرة سفيرًا بالديوان العام لوزارة الخارجية. ربما هي من المصادفات النادرة التي تتبادل فيها دولتان سفيرتين في نفس الوقت، ويحق لنا أن نتوقع، كما أوضح لي مسؤول مصري، أنها خطوة “مقصودة” من القاهرة، في إطار خطط تمكين المرأة، و “ردًا لهدية المنامة بالمثل”، بتعبيره. المسموح بنشره من معلومات بشأن السفيرة ريهام عبدالحميد محمود إبراهيم خليل، أنها كانت سفيرة بالديوان العام لوزارة الخارجية بالقاهرة، وجرت ترقيتها قبل أشهر في إطار حركة شاملة للترقيات والتغييرات بوزارة الخارجية، لكننا سنسمح لأنفسنا بأن نفتح بوابة الطموح على مصراعيها؛ لنتوقع أن تشهد الأشهر الأولى من فترة السفيرة الجديدة وصول التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين إلى مليار دولار، كما تمنى ذلك السفير ياسر شعبان في حوار على صفحات “البلاد” قبل أسابيع. وتستقبل السفيرة الجديدة مهامها بتفعيل اتفاقيتين مهمتين للغاية، أولاهما بين عملاقة صناعة الألمنيوم البحرينية العالمية “ألبا” ووزارة التجارة والصناعة بمصر؛ للحصول على البوكسيت اللازم لإنتاج الألمنيوم، مع تطوير التعاون في تلك الصناعة الاستراتيجية. أما الثانية، فهي الاتفاقية الرباعية التي تنخرط فيها المملكة ومصر إلى جانب الإمارات والأردن، لصناعة السيارات الكهربائية بأيدٍ عربية، بحيث تساهم كل دولة من الدول الأربع في تصنيعها بما يتيسر لها، وتتميز به. إلى ذلك، لن تقنع السفيرة الجديدة - كما كان شعبان - بالدور التقليدي للسفير، بل ستتجاوز ذلك، بما هو معروف عنها ومشهود لها من حماسة ودأب، بالسعي لتكون السفارة جسرًا بين مجتمعين شقيقين، لا بين حكومتين فحسب، تماما كما تفعل السفيرة فوزية زينل بالقاهرة، والتي تملأ أخبارها صفحات الصحف ومواقع الإنترنت المصرية والبحرينية، ما بين المشاركة في فعاليات بمختلف الأنشطة، بل وحضور أفراح شعبية، فضلا عن لقاءات رسمية وجماهيرية في المناسبات المختلفة. وفوق كل ما سبق، ينبغي مجددًا تأكيد الرسالة المتضمنة في تعيين سفيرة هنا وسفيرة هناك؛ تقديرًا وتمكينًا لدور المرأة المهم على المستويات كافة.