معلّمون.. مخلصون.. ملهمون

| صادق أحمد السماهيجي

الكثير من المعلمين الذين قابلناهم في هذه الحياة، سواء في مدارس التعليم أو مدارس البيوت والمجتمع، أو مدارس الأعمال، فهناك من يُملي عليك خطوات الدرس، وآخر يذهب إلى أبعد من نقاط التعليم المطلوبة منه، فيحاول اختراق الحواجز النفسية والمجتمعية للوصول إلى هدف أعمق من الرسالة الظاهرية للتعليم. 

ما يبعث على الفخر، أن يقوم طالب في المرحلة الثانوية أو الجامعية باستذكار فضائل معلمته التي درسته في المرحلة الابتدائية، بعد خمس أو عشر سنوات وهذا أمر وارد وغير مستبعد، بالتأكيد وجد هذا الطالب في معلمته ذلك الدور التربوي الفاضل وتلمّس التطور الملحوظ في مستواه التعليمي، وإلا فما الذي يستدعيه لكتابة رسالة امتنان بكلمات راقية وصادقة، ما الذي يجبره على فعل ذلك، لو لا أنه تأكد من أن ذلك يستحق. 

إن ثقافة الامتنان مهمة ومطلوبة للتعبير عن مدى إخلاص الطرف الآخر لنا، من خلال اهتمامه ووقته الذي قدمه، فالبعض يستطيع أن يعبر بكل أريحية وصراحة وبكل وضوح وبطريقة مباشرة، عن امتنانه للأشخاص الذين قدموا له يد المساعدة والعون، والبعض الآخر يعبّر باستحياء وبطرق مختلفة، ويكتفي البعض منهم بالصمت أو يعوّض عن ذلك بأفعاله ورد الجميل تجاه من اهتموا لأمره. 

هناك معلم، دائماً ما يفخر بما وصل إليه طلابه إذا ما صادفهم في مكان ما، وهناك من يستخدم سحره بنوع آخر من التأثير، فمن المستحيل أن يذكّر بالفضل الذي قام به، هذا النوع مصنوع من طينة إخلاص لا متناهية، يدعم ويساند ويساعد من يتتلمذون على يديه دون انتظار أدنى مقابل معنوي.  

هذه عيّنات بسيطة، تجدها في كل مكان، المعلم الحقيقي، هو الذي يمكن له أن يترك أثراً في أثناء فترته وبعدها، يستطيع أن يزرع في طلابه إلهاماً وإصراراً وعزيمة، يشجع ويحفز ويحتوي، ويبني لمستقبل أفضل، "إلى الملهمين، إلى جميع المعلمات والمعلمين الأفاضل، بمناسبة يوم المعلم 5 أكتوبر، كل عام وأنتم بخير".