وبدأ موسم التخييم

| صادق أحمد السماهيجي

بعد انقطاع دام ثلاث سنوات عن حياة الخلاء، يعود موسم التخييم في مملكة البحرين باعثاً الفرحة العارمة لدى المرتادين لمنطقة الصخير، كونه متنفساً للترفيه والاستجمام وسط الأجواء الشتوية الساحرة. 

ينتظر البحرينيون بفارغ الصبر، هذا الموسم، لينصبوا خيمتهم التي يتفننون بتزويدها بالعديد من الخدمات والمستلزمات الداخلية والخارجية لقضاء وقتهم مع الأهل والأصدقاء، مودعين ضجيج الازدحامات المرورية في مناطقهم ومدنهم، ليستريحوا تحت طلال الشمس الدافئة حيناً وعلى وقع رشات المطر حيناً آخر. 

ما تفعله جلسة سمر في تحليقة حول سهرة النار قد تغني عن العديد من الأنشطة والسهرات واللقاءات التي تتسم بالرسميات وربما مصاريف طائلة قد تقع على عاتق بعض الأشخاص، كترتيب موعد في مطعم أو جلسة هنا أو هناك - هكذا يصف الأصدقاء شعورهم تجاه موسم التخييم ملحين في دعواتهم على ضرورة الحضور.  

تحلو الحياة ببساطتها، وبالعودة إلى الطبيعة تكمن السعادة الحقيقية، فيوفر "البر" جواً من الألفة وهو فرصة للالتقاء والتجمع وراحة البال من أعباء كثيرة قد تسقطها جلسة شاي أو نكتة أو "سالفة" قديمة، كل هذا مقروناً مع الإحساس بالجو البارد الذي يفتقده جو مملكة البحرين معظم أشهر السنة. 

بساطة الأشياء، دائماً ما تعطي الأريحية وتوفر الانسجام، خصوصاً في ظل الاستمتاع والتأمل في حياة الطبيعة مهما بدت غير مجدية لدى البعض، فهي تسهم في الشعور بحياة صحية، فضلاً عن تقوية الترابط والنسيج الاجتماعي بين الأفراد.  

لكل المخيمين الذين يجدون في ساحات وميادين التخييم وجهة وتفريجاً ومتنفساً،  لكم أن تستمتعوا بلحظاتكم، بأوكسجين الحياة، غير متناسين الحفاظ على جوانب الأمن والسلامة وتجنب المظاهر السلبية في أثناء فترة التخييم. "فارتفاع قيمة المتعة مع الذات والتفنن في البهجة بأبسط الأشياء" علامة من علامات النضج الداخي، هنيئاً لكم هذه المرحلة من النضج.