هناك أمطار وأيضا أخطار.. علينا ألا نركن للسحابة تماما بعد اليوم

| ياسر سليم

أكتب هذه السطور على سحابة.. تبدو العبارة شاعرية، ومجازية، لو كانت قيلت من عقود مضت، لكنها حقيقية وواقعية جدا اليوم. فبالفعل أكتب هذه الكلمات على سحابة “درايف”، التابعة لشركة جوجل، والتي تعرضت باليومين الماضيين لمشكلات تقنية أدت إلى فقدان بعض مستخدميها ملفاتهم المثبتة ـ أو الطائرة ـ فيها. تمطر السحب الافتراضية مخاطر مستجدة مع كل تسهيلات تقدمها، وكانت تجعلنا نسترخي مطمئنين إلى جهوزيتها الدائمة وتسهيلاتها المستمرة، رغم أننا نضع ثمرات عقولنا لدى الغير، لا ندري أين وبيد من تقع؟ كنت أقول لنفسي: لا سر لديَّ لكي أسعى لإخفائه، فما أكتبه على السحابة، أنشره في الجريدة، على عينك يا تاجر، لكن الأمر مختلف لدى أصحاب الأفكار المبتكرة التي تحتاج ملكية فكرية تحمي حقوقهم فيها، فلو جرى اختراق حساباتهم على “درايف”، لأمكن السطو عليها.  وتعرضت خدمة جوجل “درايف”، وهي الخدمة الأكثر استخداما لدى المستخدمين العاديين، لعطل حديثا أدى إلى فقدان بعض المستخدمين بياناتهم، وجدد هذا الحادث المخاوف بشأن مخاطر العمل على السحابة الافتراضية. من المهم ألا نركن للدعة والاستكانة للسحابة بعد تكرار مثل تلك الحوادث، فعلى الأقل، علينا أن نكون على دراية بالمخاطر المحتملة مع السحابة تحسبا لفقدان البيانات، إذا تعرضت خدمة السحابة الافتراضية لهجوم أو خلل، أو تعرضها للاختراق، وانعدام الاتصال بالإنترنت وقت الحاجة إليها. لقد باتت الحوسبة السحابية ضرورة لا اختيارا للوصول إلى البيانات من أي مكان، والقدرة على مشاركة البيانات بسهولة، والتوسع والانكماش السهل. وفي سبيل تحقيق أقصى استفادة ممكنة، مع أقل أخطار محتملة، يتوجب علينا عند استخدام السحابة إجراء نسخ احتياطية بانتظام من البيانات، سواء على الأجهزة الشخصية أو سحابات أخرى، مع استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة، وتنشيط المصادقة الثنائية، لحسابات السحابة الافتراضية الخاصة بالمستخدم، وإضافة طبقة إضافية من الأمان، وقراءة شروط الخدمة الخاصة بشركة السحابة الافتراضية المستخدمة. أما الشركات والمؤسسات، فمن المهم أن تكون لديها أجهزة تخزين خاصة، مع ضرورة العودة للأنظمة التقليدية في الحفظ الورقي والمستندي القديم.