لنتحدث

| ندى نسيم

إن ظروف الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، هناك متغيرات كثيرة قد تعترض مسارنا بين الحين والآخر، فبعض المؤثرات قد تكون خارجية لا يمكن السيطرة عليها بقدر ما هو هناك حاجة للتكيف معها، وبعض المتغيرات قد تكون صنيعة الداخل نظرا لكثرة الصراعات النفسية التي تشكل بعد حين ضائقة نفسية شديدة تتطلب التدخل السريع. إن للتراكمات والضغوط النفسية التي يحملها الفرد في داخله أضرارا كثيرة قد تسبب الهلاك إذا لم يتم علاجها أو مشاركتها المختصين أو من نثق بهم. لنتحدث! نعم لنتحدث عن كل ما يتشكل في ذاكرتنا ويعتبر مصدر قلق وإزعاج لنا، كالأفكار المستمرة التي تراود الذهن ولا يمكن السيطرة عليها، كذلك لنتحدث عن المشاعر المكبوتة التي هي مصدر أذى وقلق مستمر، إن مشاركة الآخرين والحديث عن ما يدور في الذات والفكر يعد إحدى المهارات المهمة لتحسين الصحة النفسية، مع مراعاة أن يتم اختيار الشخص المناسب للحديث معه، وقد يكون هذا الشخص أحد أفراد العائلة المقربين أو الأصدقاء الثقة، وهنا يبرز دور وأهمية المختصين الذين يأخذون على عاتقهم مهمة مساعدة الأفراد والاستماع لهم وحل مشكلاتهم المختلفة. إن الحديث وأخذ المشورة في حالة الحاجة شأنه أن يساهم في تقليل الآثار السلبية للمشكلة التي يعاني منها الفرد، وكذلك تساعد على تقبل المشكلة والنظر إليها من زاوية مختلفة تساعد على العلاج والحد من الأضرار النفسية. لنتحدث عما يزعجنا، ونتشارك في علاج ما يقلقنا، ونتعاون في تقديم الدعم لبعضنا.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية