أزمة الاستقالات الإدارية بالأندية وأسبابها

| عيسى الماجد

في الآونة الأخيرة عانت العديد من الأندية الرياضية من مشكلة الاستقالات الإدارية المتكررة من مجالسها الإدارية، التي أوقعتها في العديد من الأزمات الإدارية والمالية، وجعلتها تظهر بصورة متعسرة انعكست على أدائها وجعلتها في صورة غير لائقة على الخريطة الرياضية. ذلك نتيجة للعديد من الأسباب، أهمها: الاستحواذ المطلق على القرار من هرم المجلس، واستغلال بعض أعضاء مجالس الإدارات مناصبهم لتحقيق أغراض شخصية.  تفتقر غالبية الأندية لوجود سياسة واضحة لتفويض السلطات والمسئوليات على أعضاء مجلس الإدارة والعاملين بالنادي، وإذا وجدت تكون صورية، وضعف التنسيق بين مجالس الإدارة والأجهزة الفنية والإدارية يخلق نوع من العشوائية الإدارية في تنفيذ برامج وأنشطة الأندية تنعكس سلبا على مستوى البرامج والفرق الرياضية. افتقار غالبية مجالس الإدارات للقيادات الإدارية المؤهلة، وجهل غالبية أعضائها للقوانين، وعدم قدرتهم على التخطيط الجيد لحل المشكلات التي تواجه الأندية ووضع الحلول المناسبة لحلها، من أهم أسباب الأزمات الإدارية بالأندية الرياضية.  ماليا، ضعف الموارد المالية للأندية من الأسباب الرئيسة لنشوب الأزمات المالية في الأندية، نتيجة عدم وجود افراد متخصصين في التسويق داخل الأندية الرياضية، ما يعوق استثمار الإمكانات المتاحة داخل الأندية بطريقة صحيحة، وفي حالة كانت الرغبة موجودة في ذلك، تواجه إدارات الأندية صعوبة في عملية الاستثمار بسبب جمود القوانين واللوائح وتعقيدها.  ويعد الجانب الاجتماعي من أهم هذه الأسباب، نتيجة لعدم وجود علاقات طيبة بين أعضاء مجلس الإدارة لكونهم محسوبين على أكثر من جهة، وغلبة المصالح الشخصية والفئوية بين أعضاء المجلس على المناصب الإدارية داخل النادي، ما يخلق بيئة غير صحية داخل المجلس تنعكس على جميع العاملين بالنادي. وهو أمر من الممكن أن يؤدي إلى فقدان ثقة منتسبي وجمهور النادي في مجلس الإدارة، وقد يؤدي ذلك على المدى البعيد إلى تركهم أنديتهم والتخلي عنها.