بناء مصنع روسي للبلاتين في البحرين

| ياسر سليم

جاءت زيارة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة إلى روسيا لتحقق ثماراً اقتصادية عاجلة وواعدة، إذ أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، قبل أيام، في تصريحات للتلفزيون الروسي الرسمي، أن شركة المعادن والتعدين الروسية العملاقة نورنيكل تعتزم بناء مصنع للبلاتين في البحرين. وجرى على هامش الزيارة والمباحثات بين الزعيمين توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بين البلدين باستثمار قدره 500 مليون دولار. وتحتل الاستثمارات حيزا كبيرا في العلاقات بين البلدين، ففي العام 2014 أبرم الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة اتفاقية تعاون لمدة 10 سنوات مع “ممتلكات” وهي صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين.  وخلال هذه السنوات استثمر صندوق “ممتلكات” حوالي 250 مليون دولار في 20 مشروعا روسياً في تجارة التجزئة والعقارات التجارية والتعدين والخدمات اللوجستية.

وخلال المحادثات مع الملك المعظم أعرب الرئيس بوتين عن تفاؤله بمزيد من التعاون فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين على المستوى التجاري، مشيراً إلى وجود مؤشرات إيجابية فيما يخص التعاون الاستثماري. من ناحية أخرى، تم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين ووزارة الثقافة بروسيا الاتحادية بشأن مشروع المواسم الروسية في البحرين 2025. وتستهدف تقديم التراث الثقافي الروسي في المملكة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الفعاليات الثقافية في تعزيز عوائد السياحة. ورأى محللون أن زيارة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة إلى روسيا تعتبر خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلا عن تأثيرها السياسي الدولي الكبير. وأوضح المحلل المصري المختص بالشأن الروسي عزام أبوليلة أن زيارة ملك البحرين لروسيا هي دعم للعلاقات الاقتصادية للجانبين. ولفت إلى أن الدول المؤثرة لم تعد تنظر لجانب واحد من أجل تعزيزه، بل تدعمه بجوانب أخرى، ومنها اتفاقيات التعاون الثقافي، التي تعد أداة قوة ناعمة لتوسيع التعاون السياسي والاقتصادي معا، كما بدا في الحرص الروسي على التواجد الثقافي بالمملكة، كما يتضح في توقيع مذكرة تفاهم بين المنامة وموسكو بشأن مشروع المواسم الروسية وتنفيذها في البحرين. ولفت أبوليلة في حديثه لـ”البلاد” إلى أن المساعي الدولية لروسيا والاتفاقيات مع الدول المؤثرة، وخصوصا في الخليج، تأتي لمحاولة كسر الحصار الغربي عليها، بسبب الحرب على أوكرانيا. وأوضح أن حرص روسيا في عهد الرئيس بوتين على توسيع العلاقات باتجاه الدول الإفريقية والآسيوية يأتي في إطار التنافس مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية على النفوذ الدولي وعلى الامتيازات الاقتصادية، كما يبدو الحرص الروسي واضحاً في إقامة علاقات جيدة مع دول الخليج النفطية، شريكة روسيا في موارد الطاقة الهائلة التي تفرض نفسها على القرار الغربي المتعطش لمصادر الطاقة والبترول والغاز كعماد لإدارة اقتصاديات الدول الأوروبية الصناعية.  وتابع: “تبدت أهمية العلاقات الروسية الخليجية عامة في قبول الوساطة السعودية بين موسكو وكييف في الحرب الدائرة بين الجانبين، وهي إشارة إلى مدى قوة العلاقات بين روسيا ودول الخليج رغم النفوذ الأميركي المعروف، ورغم التواجد الأميركي العسكري الواضح”.