نتائج صادمة

| عباس العماني

اطلعت‭ ‬على‭ ‬استطلاع‭ ‬أعده‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬حول‭ ‬تقييم‭ ‬المواطنين‭ ‬أداء‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس،‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الاستطلاع‭ ‬قرابة‭ ‬500‭ ‬مواطن،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاستطلاع‭ ‬حرص‭ ‬بعض‭ ‬المشاركين‭ ‬على‭ ‬تدوين‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬ليست‭ ‬سلبية‭ ‬وتلتمس‭ ‬بين‭ ‬تفاصيلها‭ ‬تقديرات‭ ‬أخرى‭ ‬ذهب‭ ‬إليها‭ ‬المشاركون‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الصادمة‭ ‬بصراحة‭.‬

أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬7‭.‬2‭ % ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الأداء‭ ‬كان‭ ‬مميزاً،‭ ‬فيما‭ ‬اعتبر‭ ‬81‭.‬3‭ % ‬الأداء‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬يطمح‭ ‬إليه‭ ‬المواطن،‭ ‬وقال‭ ‬11‭.‬5‭ % ‬إن‭ ‬الأداء‭ ‬كان‭ ‬متوسطًا،‭ ‬وبسؤالهم‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬ركز‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬تهم‭ ‬الناخبين‭ ‬والشارع‭ ‬البحريني‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي،‭ ‬رأى‭ ‬8‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬أن‭ ‬الموضوعات‭ ‬والمقترحات‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬ناقشها‭ ‬النواب‭ ‬كانت‭ ‬فعلاً‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬وأولويات‭ ‬المواطنين‭. ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬62‭.‬3‭ % ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬نوقشت‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬تمثل‭ ‬أولويات‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬المواطن،‭ ‬واعتبر‭ ‬29‭ % ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬كانت‭ (‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭) ‬مهمة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقييم‭ ‬أداء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬إجمالاً‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالفصول‭ ‬السابقة،‭ ‬اعتبر‭ ‬8‭.‬2‭ % ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬السابقين‭. ‬

وبالمقابل‭ ‬رأى‭ ‬60‭.‬4‭ % ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬التشريعية‭ ‬السابقة‭. ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬31‭.‬4‭ % ‬إن‭ ‬الأداء‭ ‬كان‭ ‬متساويا‭ ‬ومشابها‭ ‬للفصول‭ ‬والأدوار‭ ‬التشريعية‭ ‬السابقة‭. ‬

الإنصاف‭ ‬يحتم‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬ليست‭ ‬مقياسًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬لأداء‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬تقييمًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬لمخرجات‭ ‬العمل‭ ‬النيابي،‭ ‬لكنها‭ ‬مؤشر‭ (‬رأي‭) ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬النواب‭ ‬والسخط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬نلمسهُ‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬وعبر‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬وقنوات‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬فهل‭ ‬السبب‭ ‬عدم‭ ‬كفاءة‭ ‬النواب‭ ‬أنفسهم‭ ‬أو‭ ‬سيطرة‭ ‬المستقلين؟‭.‬

وهل‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬محايدة‭ ‬تقيس‭ ‬أثر‭ ‬غياب‭ ‬التكتلات‭ ‬السياسية‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬العمل‭ ‬النيابي؟‭ ‬والسؤال‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬النيابية‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬معايير‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬القياس‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟

كل‭ ‬تلك‭ ‬الأسئلة‭ ‬ستجد‭ ‬إجاباتها‭ ‬الدقيقة‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬آليات‭ ‬لتقييم‭ ‬مؤسسي‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية،‭ ‬تدرس‭ ‬مستوى‭ ‬ونتائج‭ ‬أداء‭ ‬النواب‭ ‬بالرجوع‭ ‬لبرامجهم‭ ‬الانتخابية‭ ‬وسجلهم‭ ‬التشريعي‭ ‬والرقابي،‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬خلال‭ ‬الإجازة‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬شهور‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬وممثلي‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والجمعيات‭ ‬المتخصصة‭ ‬بمختلف‭ ‬المجالات‭ ‬لرفد‭ ‬النواب‭ ‬بملاحظات‭ ‬ومقترحات‭ ‬وأفكار‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬أداء‭ ‬المجلس‭ ‬والنواب‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عُمر‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭.‬

 

*كاتب‭ ‬بحريني