الفرصة الممكنة لإنهاء الحرب في غزة

| حسن المصطفى

تعاطت مجموعة من الدول العربية المؤثرة بشكل مسؤول مع المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب بقطاع غزة، وفق خطة تتم على مراحل عدة، تقود في خواتيمها إلى وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية إعادة الإعمار. السعودية، الإمارات، مصر، الأردن، قطر، أصدرت بياناً مشتركاً أكدت فيه “أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأميركي بهدف الاتفاق على صفقة تضمن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وبما ينهي معاناة أهل القطاع”. الدول الخمس نشط وزراء خارجيتها منذ 7 أكتوبر الماضي في مساع دبلوماسية حثيثة بهدف وضع حد للمعاناة الإنسانية في غزة، واجتراح مخرج واقعي يقود إلى حل دائم ومسار موثوق لعملية السلام، تكون نتيجته إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لأن الحلول المؤقتة وغير المبنية على القانون الدولي ستكون آثارها محدودة، وستؤجل المواجهة الكبرى دون أن تمنعها؛ ومن هنا يمكن فهم إصرار هذه الدول على أن تخلق رأيا عاما دوليا سياسيا - دبلوماسيا مؤيدا من عواصم عالمية مؤثرة، يعترف بأهمية حل الدولتين. في هذا السياق، جرى اتصال بين وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أعلن فيه الفرحان عن “دعم المملكة كل الجهود الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة للمدنيين”. من جهته، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، نشر تدوينة عبر منصة X، اعتبر فيها أن “مقترحات بايدن بناءة وواقعية وقابلة للتطبيق، وما على الجانبين إلا اغتنامها، فهي فرصة سانحة لوقف الحرب ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، ووقف التصعيد وإطلاق سراح الأسرى والرهائن والتخفيف من الوضع الكارثي والخطير الذي يعيشه المدنيون في غزة”. “المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”. *كاتب وإعلامي سعودي

مشدداً على أن “لا حل شامل إلا من خلال السلام والمفاوضات وفقاً لحل الدولتين”. هذه الجهود التي تقودها الخماسية العربية تستحق الدعم والمؤازرة، وعلى إسرائيل وحماس التجاوب معها، لأن الحرب لا تصنع رفاهية ولا تحقق أمناً، ووحده مسار السلام الموثوق يمكن أن يقود إلى وقف المعاناة الإنسانية في غزة، وأن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون في أمانٍ، وتكون هناك دولتان متجاورتان تتنافسان عبر الثقافة والاقتصاد والعلم والتقنية والرياضة، لا عبر الحرب والدمار.

كاتب وإعلامي سعودي