لا تخجل من إعلان سذاجتك الإلكترونية
| ياسر سليم
لا تحسب نفسك داهية العرب، وأنت تخوض غمار المحيطات الرقمية، الذي باتت مخاطره أكثر تعقيدا ودهاء، ولا تتحرج من الإعلان عن أنك قد تعرضت للنصب الإلكتروني، لأنك بهذا، ستصير صيدا سهلا ومستمرا للخبثاء.
لم يعد الأمر يقتصر على البرمجيات الخبيثة وعمليات الاختراق التقليدية، بل تطورت أساليب المهاجمين لتصبح أكثر ذكاءً ودقة، مستغلين نقاط ضعفنا النفسية والسلوكية.
خلال مشاركتي في مؤتمر أمن المعلومات بالقاهرة،”Caisec24”، جرى الحديث عن أدوات التحصين ضد هجمات “الهندسة الاجتماعية” و”التصيد الإلكتروني”، تلك الأساليب الماكرة التي يستخدمها القراصنة لخداع الضحايا وانتزاع معلوماتهم الشخصية أو المالية.
أسلحة ذكية في يد القراصنة:
بات “الذكاء الاصطناعي” سلاحا أكثر خطورة في أيدي الأشرار، لابتكار محتوى مقنع وبناء الثقة مع الضحايا. كما باتت “مواقع التواصل الاجتماعي” منجمًا للمعلومات الشخصية، مما يسهل على القراصنة استهداف ضحاياهم بدقة.
QR Code: فخّ رقمي جديد:
تحول “QR Code” إلى أداة جديدة في ترسانة القراصنة، حيث يُرسل الضحية عبر البريد الإلكتروني ليتم مسحه بكاميرا هاتفه، ليُفاجأ بتحويله إلى موقع وهمي يُشبه مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني، ليُدخل بياناته السرية دون علمه.
فيديوهات وهمية: خداع إلكتروني:
لم يعد القراصنة بحاجة لجمع معلومات عن ضحاياهم، بل يُمكنهم شراؤها من “الويب العميق”. وبات “الذكاء الاصطناعي” يمكنهم من صناعة فيديوهات وهمية بالصوت والصورة لإقناع الضحية بأنه يتحدث مع شخص موثوق، كرئيسه في العمل، لانتزاع المعلومات أو طلب تحويلات مالية.
كيف تحمي نفسك؟
لا تُغفل عن أهمية التوعية، فهي مفتاح الحماية. تعرّف على أساليب القراصنة الشائعة، وتأكد من هوية المُرسل قبل فتح أي بريد إلكتروني، وتجنب الضغط على أي روابط مشبوهة.
كلمة السر هي خطّ دفاعك الأول:
لا تُستخدم نفس كلمة المرور لجميع حساباتك، واستخدم كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها.
كن حذرًا من “QR Code”:
لا تُمسح أي “QR Code” مشبوه، وتأكد من صحة الموقع قبل إدخال أي بيانات.
تثبّت برامج الحماية:
استخدم برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة الموثوقة، وقم بتحديثها بشكل دوري.
واكب التطورات:
تابع أخبار التهديدات الإلكترونية الجديدة، واطلع على النصائح والإرشادات من مصادر موثوقة.
تذكر، دائما، أنت لست وحدك، لا تستشعر الحرج عند التعرض لهجوم ما، ولا يخامرك الشعور بأنك ستصير مثار سخرية لأنك تعرضت لخديعة إلكترونية، فجميعنا معرض لها، لا أحد محصن، وتواصل فورا مع الجهات المختصة في حال واجهت أي هجوم إلكتروني.