إلغاء مجلس النواب

| عباس العماني

استوقفتني كثيرًا بعض التعليقات التفاعلية مع مقال الأسبوع الماضي “نتائج صادمة”، والذي عرضت فيه نتائج استطلاع رأي شارك فيه قرابة 500 مواطن حول تقييم المواطنين أداء أعضاء المجلس النيابي خلال دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس.

بعض التعليقات ترى أن وصف نتائج الاستطلاع بـ “الصادمة” غير مُنصف! بل يصف أسئلة الاستطلاع بأنها جاءت لـ “الطبطبة” على حال أسوأ بكثير من النتائج “الصادمة”!

الملاحظة المشتركة بين التعليقات التي وصلتني على المقال، والتي تركها المشاركون على هامش الاستطلاع نفسه ولم أستعرضها لضيق المقام، أن كثيرا منها ينحو نحو مطلب حسبتهُ متطرفا ولكنه موجود، أراه ويراه غيري بصورة عابرة دائمًا تحت الأخبار التي تعنى بشؤون النواب والمجلسين، هذا المطلب أو التعليق أو الشعور حتى، بات ينمو ويتكرر ويجب الوقوف عند أسبابه بجدية أيضًا وهو المطالبة والتسبيب لحل كثير من المشكلات بـ “إلغاء مجلس النواب”. عدم موضوعية هذه التعليقات أو الآراء عند كثير من الناس لا يعني تجاهلها، بل يجب الوقوف عندها؛ ما هي الدوافع وراء هذا الشعور السلبي المتنامي تجاه مكان من المفترض أن يكون صوتًا لمن لا صوت له. تغول العمالة الأجنبية، الازدحام المروري، ضعف وجمود المعاشات، موجات الغلاء والضغوطات المعيشية المتراكمة، كل تلك الهموم وغيرها يلامسها ويدفع ثمنها المواطن يومياً، ويرى في مجلس النواب أملاً لحلحلة تلك الملفات التي أثقلت كاهله، وحينما يرى بأن لا حلول حقيقية ويمضي دور انعقاد تلو الآخر والمطلوب منه تقييم أداء من لا يستشعر تمثيله، ولا يرى فيه صوتًا لمعاناته أو مساندًا لهمومه، بالطبع ستكون تلك المساحة ليست للتقييم الموضوعي بقدر ما هي متنفس رفع الصوت عاليًا ليقول للجميع “أنا أعاني” والمطلوب لفتة حقيقية تجاه ما أُعانيه.

-  كاتب بحريني