أنت عربي.. تحدث بالعربي وافتخر

| أسامة الماجد

السؤال الذي غالبا ما يرتدي ثياب الغموض هو.. لماذا يهجر العربي لغته الأم ويندفع ويفضل اللغة الإنجليزية، بل ويتفاخر بها، إلى درجة أن البعض تراه يقرأ كتابا أو جريدة باللغة الإنجليزية للتباهي وما أكثرهم في المقاهي، مع أنه حين يقرأ بلغته الأم ينحصر مجهوده في فهم المعاني التي تنقلها العبارات، أما قراءته كتابا أجنبيا فإنها تتطلب منه مجهودا مزدوجا، إذ عليه أن يفهم اللفظ والتركيب، قبل أن يبدأ في استيعاب المعنى، وإذا فشل في المهمة الأولى خرج بمعنى مغلوط أو لم يخرج بشيء. ولم يغلق باب الحكاية عند هذا الحد، بل أصبح كثير من العرب يوقعون أسماءهم بالحروف الإنجليزية، بدل الخط والحروف العربية وهي من أجمل الخطوط العالمية قديمها وحديثها، ولا تزال المصنوعات الإيطالية تحمل تقليدا للخطوط العربية في بعض الأنسجة والأقمشة، والأجانب عموما مازالوا يرون في الخط العربي نوعا جميلا من أنواع الزخرفة الفنية، ويعتزون بملابس رجال الكهنوت وبزاتهم الدينية ومخلفاتهم الأخرى التي رسمت عليها الحروف العربية في مختلف الكنائس، خصوصا في صقلية والبرتغال وإسبانيا حيث مدن العرب في هذه الأقطار، ولبثوا فيها قرونا عديدة، ويعتبر الأوروبيون ذلك من تراثهم المقدس على الرغم من جهلهم بما تدل عليه فكرة التوحيد والاعتراف برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وتطور هذا الأمر ووصل إلى أن الأسرة العربية بأكملها تتحدث وتتخاطب فيما بينها باللغة الإنجليزية في البيت، وهذا نمط فريد وغريب لا يمكن تفسيره، إلا بجملة واحدة وهي أن هذه النوعية من الأسرة تشعر بعلو ذاتها وسمو شأنها مع اللغة الإنجليزية وليس العربية، أو الرغبة في التفاخر وحب الظهور. أنت عربي، وتحدث مع أهلك ومع الآخرين بالعربي، لأنك ابن أمة قائمة بوجودها وكيانها ومقوماتها وصاحب تاريخ مجيد وأمجاد رفيعة. * كاتب بحريني