لا تضع ثقتك كمبدع في بعض المؤسسات الثقافية الأهلية

| أسامة الماجد

لقد توصلت إلى قناعة تامة بأنه من الرجعية والغباء وضع ثقتك كمبدع تمتلك الموهبة والكفاءة في بعض المؤسسات الثقافية الأهلية التي تدعي رعاية الفنان والمبدع وإعطاءه مفاتيح الانطلاق وتغنيه عن السؤال وتشفع له بأجمل الخطوط والعبارات، وتنطلق به إلى آفاق واسعة.. كل ما نسمعه مجرد هراء وظلام دامس تشع فيه عبارات “التطنيش” والإهمال والركن العنيف في البطون والصفعات والإذلال وجفاف المعاملة. المشكلة التي تشبه الأرض المظلمة هي في التصريحات والبيانات التي تخرج على لسان القائمين على مجالس إدارات تلك المؤسسات، بأنهم يرعون الفنان والمبدع ويحفزونه على الاستمرار إلى الأمام، وأن هناك ميزانية مرصودة للدعم والتشجيع وتسهيلات لا أول ولا آخر لها، حتى يخيل إليك أن هؤلاء يسهمون في عملية خلق الثقافة ونشرها وتطبيقها كما ينبغي أن تكون، ولكن ما إن يتقدم لهم المبدع الفلاني بمشروع ثقافي، حتى يتحدثون معه بلغة أخرى تخلخل أحاسيسه إزاء ما تراه عيناه، فقد ارتدوا ثوبا جديدا يخمد شعاراتهم الرنانة والصفات الفريدة التي كانوا يتغنون بها. إن بعض هذه المؤسسات الثقافية الأهلية تسهم بصورة أو بأخرى في تفتيت الحياة الثقافية شكلا وتعبيرا، ولا تمارس دورها الحقيقي تجاه المجتمع، ونحن لا نتحدث عن حادثة واحدة أو قصة عابرة حصلت مع مبدع طرق باب تلك المؤسسات للدعم والتشجيع، إنما هناك قصص كثيرة بحجم إعلانات الشوارع عن خطابات الاعتذار ورفض مشاريع المبدعين والموهوبين، ورميهم عدة أمتار من أبواب تلك المؤسسات التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب. إن هذه الظاهرة السلبية في حياتنا الثقافية وعمليات المط والتطويل لن تؤثر على حركة المبدعين الشباب، بل تعينهم وتساعدهم على الاستمرار بإرادة وثقة لأنهم مفصل مهم في الحراك الثقافي بالمملكة. * كاتب بحريني